طفوله وعنف ومصاص بالفراوله / عودة عياصرة

طفوله وعنف ومصاص بالفراوله
في طفولتي وقبل طابور الصباح أهديتُ رباب وردةً حمراء كانت سبباً في فرض عقوبه من قبل مديرة المدرسه على رباب وكأن الزهره بيدها خدشٌ للحياء العام .

طلبت المديره ولي أمر رباب للحضور وفتحت محضراً للقضيه ، جنَّ جنون ابيها عندما أخبرته المديره بالقصه وأخذ يصيح في غرفة الاداره ، حاولت معلمة اللغه العربيه ان تلطف الاجواء فقالت : ” وحدو الله يا جماعه ، هاي بنتي امبارح بالروضه حكتلي انه حبيبها بيعملها على حاله “.

في الحصه الثالثه كنت ابري قلمي عند السله وقلبي يُبرى خوفاً على رباب لقسوة الصياح الذي يخرج من غرفة الاداره الى ان طرق أحدهم الباب .

مروان ” ابن المديره المدلّل ” : مس اعتدال بتحكيلك المديره خلي عوده ابو راس ييجي على الاداره

مقالات ذات صلة

ست اعتدال : تعال وله اطلع على الاداره ، اكيد عامل مشكله يا حيوان .

وصلتُ غرفة المديره وصوتُ بكاء رباب يملأ المكان ، لتبدأ لعنة الطفوله من هذا الموقف :

المديره : شو اعمل معك ، ضرب وضربتك ، بالمليح وأجيتك ، حاولت أخليك مثل البشر وحطيتك عريف الصف بدون فايده ، كل معلماتك بيشكو منك ، ثم صرخت في وجهي : ولك بعدين معك شو اللي بدك ياه .

والد رباب : انا عموه بدي أشتكي للشرطه ، انته ولد وقح وما بينفع معك الحكي .

المديره : خلص يا استاذ هالمره امسحها بوجهي

والد رباب : يا ام امروان اما بتاخذي اجراء بحقه وبتطلبي ولي امره يوقع على تعهد وما يتطلع على رباب او أنا ما راح اسكت وبعرف شو راح اعمل .

المديره : خلص يا ابن الحلال هالمره بكفالتي ، وله عوده عمرك بتتطلع على رباب :

انا : والمصحف الشريف ومعزة رباب والقران والقران ما بحكي معها كلمه وعد يا مس .

المديره : اعتذر للاستاذ واحكيله انا ما بعيدها عمو وروح على صفك .

انتظرت الفرصه بفارغ الصبر ، بقيت أفتّش عن رباب في الساحه ولم تغريني اصوات الشيبس ورائحة العصير ، نظرت الى زاوية الساحه واذا برباب جالسةً لوحدها وتبكي .

انا : ييييي ليش بتعيطي وله

رباب : مهو بابا عاقبني وما اعطاني مثروفي ، بعدين مث اتفقنا ما تحكي معي عثان بابا راح يثتكي عليك والمديره حكتلي راح اضربك بالعثاه اذا حكيت معك .

طلبت من رباب ان تنتظرني الى ان اعود ، في وسط ساحة المدرسه توجهت الى مروان ” ابن المديره ” وركلته مراراً الى ان وقع ارضاً ثم علّمت بأسناني على وجهه ، أخذتُ مصروفه واشتريت لي ولرباب ” عصير منعش ومصاصتين بطعم الفراوله ”

جلست بجانب رباب وكلّي يقين بأن هذا اليوم هو آخر يوم لي في هذه المدرسه ، اعطيتها العصير فابتسمت وأخرجت الورده الحمراء ممزقةً من جرابها .

انا : وجبتلك كمان مصاصه بالفراوله
رباب : هههههه ، اكيد سرقت مثروف مروان
انا : بالزبط ، سرقته وحطيت فيه كتله كمان
رباب : ولك يثعدك ثو بحبك

نقلتني المديره الى مدرسه مجاوره ، وتلقيت عقوبه من والدي أقسى من العقوبه التي فرضها مجلس الأمن على كوريا الشماليه .

الى اليوم لا يعلم والدي والمديره ووالد رباب بأنّني كنتُ أهرب من مدرستي التي نُقلت اليها لكي اشتري لرباب مصّاص بالفراوله وأركل مروان على مؤخرته لأرى بسمة رباب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى