النفس أم الشيطان أخطر على الإنسان
أ.د يحيا سلامه خريسات
يعتقد الكثيرون أن سبب ارتكابهم للمعاصي والآثام هو وسوسة الشيطان لهم، ناسين أو متناسين ان أثر وسوسة النفس أكثر بكثير على الإنسان وتصرفاته، فالصراع بين الإنسان والشيطان صراع أزلي سببه تكريم الله لسيدنا آدم عليه السلام ورفض الشيطان الامتثال لأمر الخالق بالسجود له، فوسوست له نفسه بأنه أفضل منه في التكوين مما جعله يتكبر ويعصي أمر الخالق.
ومن هنا نرى ان تأثير وسوسة النفس يفوق كثيرا تأثير وسوسة الشيطان، لأنها كانت السبب في معصية الشيطان نفسه لربه وطرده من رحمته، ولأن موضوع الشيطان ووسوسته مذكور ومفصل في القرآن الكريم، وفيه علاج ووقاية واضحة لتلك الوسوسة وهي في المجمل وسوسة ضعيفة تستطيع النفس مقاومتها.
أما ما توسوس به النفس فعادة ما تكون أكثر خطورة، لأنها توجهك باتجاه معين ومحدد يلبي شهوتها ورغباتها، ومن هنا تكون مقاومتها صعبة تحتاج إلى إيمان قوي يلجم هواها ويكبح غرائزها إلا ما كان في الحلال وكان مطابقا لشرع الله عزوجل.
فلنتوقف عن تبرير أخطائنا بلصقها بوسوسة من الشيطان ولنعلم أن النفس البشرية أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، وأن معظم الذنوب والخطايا التي نرتكبها سببها إطلاق العنان لأنفسنا وعدم التحكم بها بتهذيبها وكبح لجامها.