النصب في الدعايات؟! / صالح عربيات

النصب في الدعايات؟!
في دعاية (الشامبو) تظهر لنا في البداية سيدة (منكوشة) الشعر، وفيه تقصف وتجاعيد وكأنها خارجة للتو من إحدى المعارك الطاحنة ضد القاعدة.. ومن ثم تظهر لنا نفس السيدة بعد استخدام الشامبو وقد أصبح الشعر حريرا وناعما وبراقا.. قد يفشل (أوباما) رغم كل ما يملكه من قنابل نووية في المحافظة على قوة امريكا ولمعانها في ظل الاحداث العالمية المتسارعة، بينما استطاع مخترع هذا المنتج أن يتعهد بالمحافظة على قوة الشعر ولمعانه لمدى الحياة!!

ثم في دعاية (كريم الوجه) تظهر لنا سيدة من الواضح من تجاعيد وجهها أنها من مواليد ما قبل حرب (البسوس)، وأنه إذا ما احتاجت لكبد قد لا يتطابق لها الا كبد (وحيد القرن).. حتى الأثنى العشر في جسمها أعتقد انه (ذاب) مع تقادم الزمن وأصبحت أجهزة الجسم لا تميز حتى بين السكر والملح.. ومع ذلك تظهر لنا السيدة بعد استخدامها ذلك (الكريم) وقد عادت صبية في العشرين.. فإن كان التحالف الدولي ضد الإرهاب رغم قصفه المتواصل من سنوات لم يستطع استعادة (الرقة) من داعش.. فكيف استطاع مخترع هذا المنتج استعادة بشرة الشباب لهذه العجوز؟!

وعند بداية دعاية كل مسحوق غسيل يأتون بقميص متسخ كأنه لأحد العاملين في أحد مناجم الفحم، ومن ثم يظهر لنا نفس القميص وقد أصبح ناصع البياض مثل الثلج.. إن كانت اليابان بتطورها لم تستطع منذ عقود أن تمحو آثار (هيروشيما).. فكيف استطاع مخترع هذا المنتج في دقائق أن يمحو آثار منجم الفحم!!

وعند بداية دعاية كل (فرشة اسفنج) يأتون بشخص يعاني من آلام الدسك والمفاصل.. ومن ثم يظهر لنا نفس الشخص بعد أن استخدم الفرشة وقد أصبح من أبطال العالم في رفع الأثقال.. فإن كان علماء الطب منذ زمن ابن سيناء عجزوا عن علاج الدسك بدون التدخل الجراحي، فكيف نجح مخترع هذا المنتج الاسفنجي في علاجه!!

مقالات ذات صلة

صحيح أن الكثير من المنتجات لها سمعتها وتحقق المطلوب، ولكن كثيرا منها تستخدم الدعايات لتغرر بالمستهلك ولا تحقق المطلوب.. علينا احتراما للمستهلك أن نشاهد تطبيقا عمليا لجودة المنتج من قبل المؤسسات المعنية قبل أن نسمح ببثه.. فلو صدقت كل تلك الدعايات فليتسلم مخترعوها مفاتيح الحكم في بلادنا، فهم في ساعات قد يعيدوننا لمجد الفتوحات؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى