النسيان …. / مروان البطاينة

النسيان ….

وددت لو احدثكم بهذه الحادثة وقد استوحيتها من رواية للاديب الفرنسي الفونس كار …كنت قد قرأتها ذات صفاء وهي من تعريب الاديب مصطفى لطفي المنفلوطي.

وكالعادة …لا عبرة ولا حكمة فيها..
ولا تربطوهاش باي خذلان …
اقول بلغتي … وبودي لو اسهب فاريكم جوانب هذه الحكاية السامية بنظري …
بيد اني اعلم انكم قوم تملون بسرعة.
اقول …
اوجين واستيفان اخوان شبا سوية منذ الطفولة لاسرة متوسطة الحال في الريف الالماني .. عشق استيفان الموسيقى والادب فيما اولع اوجين او كما سنسميه لاحقا البطل اوجين بالفروسية والمبارزة والقتال…….
التحق اوجين بالجيش وخاض معه معارك وحروب عدة ..
فيما العاشق استيفان اشتغل بتدريس الموسيقى ..
اوجين في ارض المعركة …
بينما استيفان يتحضر للقاء محبوبته …
عندما تلقى خطابا من شقيقه الذي درج واياه في الحياة خطوة بخطوة ولحظة بلحظة وسقطة بسقطة …
جاء في الخطاب ..اي عزيزي استيفان ..
بعد التحية …فانني اذ اتجهز للمعركة الفاصلة مع اعداء امتنا المجيدة وامني النفس بالنصر او الشهادة في سبيل قضيتنا المقدسة … لاعلمك انني قد نفذ ما معي من مال ..
والاشد من ذلك ان سرج حصاني قد بلي وتكاد اربطته تتقطع وقد تعلم ان محاربا عظيما كاخيك لا يمكن له ان يتقدم النزال والطعان راجلا ..
اخي العزيز ارجو ان ترسل لي عشرون فرنكا لكي اشتري سرجا لحصاني خلال عشرة ايام من خطابي هذا .فإن مضت الايام العشر فلا ترسل شيئا ..اذ قد اكون آنذاك اما حيا منتصرا او حيا شهيدا ..والسلام …
كان في جيب استيفان اثنان وعشرون فرنكا ..
لكنه كان متوجها للقاء حبيبته فما عساه يصنع ..
بعد وقفة قصيرة مع النفس وسرحة مقتضبة
..وجد نفسه يركب العربة وينقد الحوذي اجرته
ويشتري باقة ورد جميلة …ثم يغذ الخطو للقاء محبوبته الجميلة …

هذا ما كان يا سادة من امر اوجين واستيفان …
نسي استيفان طفولته ونشأته
نسي الام الفقر وعذابات القهر التي شاركها اوجين …
وآثر عليها رؤية حبيبته …
عاد في المساء لا يملك شروى نقير …
تذكر بعد حين ..
لكن … متأخرا …
تذكر حاجة اوجين للمال …
ندم على ذلك …غير انه اقنع نفسه ..
بان اوجين لربما يتدبر امره او ان مشكلته ليست ملحة …
ومع انقضاء الايام العشرة ..
جاءه الخبر في الجريدة العسكرية كأنه قضاء مبرم
او صاعقة من السماء ….
الضابط البطل اوجين
لقي ربه في المعركة وارتقى الى السماء شهيدا واسطورة لما ابداه من شجاعة وبسالة في الميدان ….
مع صفحة كاملة عن بطولات اوجين وافعاله المجيدة
واشادة ضباطه وقادته بشجاعته وفروسيته …
ذهل استيفان وغاب عن عالمنا مصعوقا بما سمع
ومتأسفا على فراق شقيق نفسه وتوأم روحه..
كان عزاؤه ان اوجين مات بطلا .
الامر الذي بلسم وجعه وخفف المه
لما سمع من ثناء واطراء ..

……. الصاعقة ….
وحيث كان الجثمان يوارى ..
سمع استيفان هذا الحديث …
ثلة من الجند يتهامسون …
قالوا …..
بعد ان تحقق النصر وولى الاعداء الادبار
وبعد ان ابلى الضابط اوجين بلاء حسنا
وقاتل قتال الابطال الصناديد ..
صدرت الاوامر ان يقود الفرسان المطاردين لفلول العدو ..
وبالفعل تعقبهم اوجين وجنوده تقتيلا واسرا
غير ان سرج حصانه اثناء المطاردة قد قطع
فسقط اوجين بين حوافر الخيول المسرعة
فداسته وبعثرت احشاءه
وحطمت جمجمته … وتركته على ارض الميدان غارقا في دمائه …..

لقد كان بطلا عظيما ….
واجهش الجنود بالبكاء ….
فلما سمع استيفان مقالة الجنود خر مغشيا عليه في قبر اخيه .. من هول المفاجأة …

كان الاوان قد فات … مات اوجين …
وقد كان ..بالامكان …أن ..؟؟؟
يشتري سرجا جديدا ….؟؟؟؟

اقول على لسان استيفان ….
وااااسفاه عليك يا اوجين
اسفا سيظل يطاردني و يعبث بروحي
حتى الموت ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى