#النزاهة في #التعيين عندما تكون مطلبا لنائب #رئيس_مجلس_الاعيان.
العميد المتقاعد #زهدي_جانبيك
عندما كنا اطفالا نصنع طائرات الورق، كان اكبر همنا ضبط ميزان الطيارة. هذه المهمة كانت تحتاج الى قياسات هندسية لمربط الرأس ولمربط الذيل، ولم تكن عملية عبثية وانما قياسات ونسبة وتناسب بين وزن الذيل ووزن الرأس واطوال المثلثات التي سيتم ربط الخيطان برؤوسها… كانت عملية دوزنة من الطراز الاول تضمن عدم انكشافنا وتعرضنا للفضيحة امام المنافسين من اقراننا… وعند الاستعانة باصحاب الخبرة بهذا المجال لم يكن يجرؤ احدهم على غشنا او استغبائنا لان النتائج ستكون وخيمة على رأسه ان فشلت عملية “تطيير” الطيارة، او بدأت بالدوران حول نفسها في الجو قبل “سقوطها”.
عملية الدوزان مهمة جدا قبل ان تطير طيارة الورق، واكثر اهمية عندما تطير الكلمات من الفم، لان الكلمة مثل الرصاصة ان خرجت من الفوهة لن تعود ابدا، وسيترتب عليها نتائج.
نعلم جميعا ان الملك قرر تنحية حكومة بشرالخصاونة وبرلمانها عن عملية تحديث المنظومة السياسية، وتكليف سمير الرفاعي ولجنته بالمهمة لاسباب تعلمها القيادة لست بصدد الخوض بها الان.
اللجنة حدَّثت وجددت ما تشاء وانتهت مهمتها، لكن يظهر ان رئيسها ما زال يعيش اجواءها ويحن الى اضوائها والى التركيز الاعلامي الذي رافقها. ولا نلومه على ذلك فللاعلام جاذبية وله ان يتكلم بما يشاء، ولكن دون استغباء الشعب لان الكلام من خلال الاعلام يحتاج الى دوزان يا ابا زيد…
ولا يصح ولا يجوز استغباء الشعب لتبرير الغاء التعيينات من خلال ديوان الخدمة المدنية والدفاع عن هذه الجريمة بحجة ان الغاء ديوان الخدمة المدنية سيلغي الواسطة والمحسوبية في التعيينات….
رئيس لجنة التحديث السياسي قال في برنامج مسارات ومن خلال شاشة التلفزيون الاردني:
” لازم البحث عن احسن الكوادر وليس تعيينهم لانهم وصلهم الدور…وهذا يحتاج والله ،… هذا مش حق مكتسب انك انت حاجز دورك ورقمك 300 الف، 300 الف بدك 70 سنة لتوصل، …وبدها كمان نزاهة بالتعيين، وانه ما يكون فيها والله انه تعين فلان لانه قرابة لفلان أو ابن فلان.” انتهى الاقتباس .
اعجبني تردده بذكر مصطلح “ابن فلان” ، ولو لا اصرار المذيع لتوقف رئيس اللجنة عند “بقرب لفلان” وتجنب ذكر كلمة “ابن فلان”…. لأنها بصراحة لما تطلع منه عبارة “ما بدنا تعيينات لابن فلان” ، بتكون العبارة بحد ذاتها سمجة، وتنطوي على استغباء للشعب، وربما قليلا من التخويث…
لأن:
رئيس اللجنة سمير زيد سمير طالب احمد الرفاعي الوحيد الذي يمكنه ان يقول انه رئيس وزراء ابا عن جد…
فهو رئيس وزراء، وأبوه كذلك، وجده لابيه كذلك، وجده لامه كذلك، وشقيق جده لابيه (عبدالمنعم طالب) كذلك… لا احد يستطيع ان ينكر ذلك.
ولا شك بان رئيس اللجنة ونائب رئيس مجلس الاعيان الحالي قد انفرد بلقب “رئيس وزراء ابا عن جد”، بسبب نزاهة التعيينات في الاردن، وعصاميته واعتماده على نفسه من يوم ولدته امه:
فقد تخرج من مدرسة دوبرفيلد الثانوية في امريكا (مش كوبرفيلد تبع تشارلز ديكنز) وهو ابن 18 سنة ليلتحق فورا بجامعة هارفارد ويتخرج منها بتخصص دراسات الشرق الأوسط.
وبسبب تفوقه الدراسي من جهة، ولأن تخصصه نادر جدا من جهة اخرى، فقد طلبه الديوان الملكي للتوظيف مباشرة بعد تخرجه سنة 1988 (ولم يقف على دور 300 الف) للاستفادة من تخصصه النادر فتم توظيفه بالتشريفات الملكية.
وقبل ان ينسى المعلومات العلمية القيمة التي اكتسبها بالبكالوريوس فقد تم ايفاده وهو بالوظيفة الى كامبريدج للتخصص في العلاقات الدولية ماجستير، وفي هذه الفترة اثناء دراسته كان يعمل:
– مساعداً لرئيس التشريفات الملكية، الأمر الذي اهله فورا وبدون أي واسطة:
1. ليعمل سكرتيرا للمكتب الخاص لولي العهد.
2. ثم مديراً لمكتب ولي العهد الأمير الحسن.
ولما نضجت علومه بتسارع قل نظيره بين اقرانه، وحان قطافها قبل أن نفقدها، فقد تم تعيينه امينا عاما للديوان وهو ابن 33 سنة نتيجة كفاحه المستمر.
– وبنفس الوقت، ونتيجة خبراته وعلومه الاعلامية تم تعيينه مديرا للمكتب الإعلامي للملك.
– وبنفس الوقت، ونتيجة تبحره في علوم الاتصال والعلاقات العامة تم تعيينه مديرا لدائرة العلاقات العامة للملك.
– ولأن هذه الخبرات صقلت مواهبه وخبراته في شؤون البلاط (والبناء)، تم تعيينه وزيرا للبلاط.
– ونتيجة تراكم خبراته وتجاربه الإدارية والسياسية ما لبث ان تم تعيينه رئيسا للديوان الملكي.
– ومن ثم تطلبت الظروف الاستفادة من خبراته الاستشارية في علوم الحياة فتم تعيينه مستشارا للملك،
– وفي هذا الوقت تحديدا ظهرت الحاجة للاستفادة من دراساته وعلومه الاقتصادية وخبراته في مجال إدارة الأعمال، وبسبب ندرة هذه الخبرات وعدم توفرها عند سواه، اسس وتعين فورا رئيسًا تنفيذيًا «لشركة الأردن دبي كابيتال”.
– وقد كانت هذه الانعطافة نحو الاقتصاد وإدارة الأعمال في القطاع الخاص وما اضافته الى خبراته الهائلة في القيادة سببا رئيسيا في انتخابه من بين عشرات المتنافسين في مسابقة وظيفة رئيس الوزراء، حيث فاز بها عن جدارة واستحقاق ودون اي تدخل بشري واصبح رئيس الوزراء الثامن والثلاثين.
– ونظرا لقدراته الاقتصادية الفذة فقد كان بنفس الوقت يشغل منصب رئيسً مجلس إدارة «بنك الإنماء الصناعي.”
– ولم يلبث وتحت ضغط الجماهير التي تطالب الاستفادة من قدراته الثمينة، ان تم تعيينه رئيسا للوزراء للمرة الثانية،…
واستمرت مطالبات الجماهير الأردنية بضرورة الاستفادة من سياساته الاقتصادية الفذة في مكان آخر غير الاردن …. فتمت إقالته من هذا المنصب بسبب حماس الجماهير المطالبة بذلك نظرا لسياساته الاقتصادية وإنجازاته السياسية وعلى رأسها الدائرة الوهمية الإنتخابية التي احتار فيها علماء الاجتماع والسياسة والقانون.
– وهو كذلك شغل موقع رئيس شركة Hess Corporation للطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
– وشغل كذلك رئيس مجلس إدارة كل من:
1. شركة الأردن دبي للطاقة والبنية التحتية ،
2. وشركة كهرباء المملكة (KEC) ،
3. وشركة توليد الكهرباء المركزية (CEGCo) ، و
4. شركة الأردن دبي المالية (JD Financial) ،
5. وبنك الأردن دبي الإسلامي ،
6. وشركة الأردن دبي العقارية (JD Properties).
– ورئيس لجنة تشجيع الاستثمار في الديوان الملكي ،
– ورئيس اللجنة التحضيرية لرسالة عمان ،
– وعضو لجنة الأديان ،
– وعضو اللجنة التوجيهية العليا لعملية السلام ،
– وعضو مجلس إدارة جائزة “الملك عبد الله” الثانية للتميز في الأداء الحكومي والشفافية.
– وعضو مجلس إدارة بنك الإسكان للتجارة والتمويل.
– وادارة سرايا العقبة .
– وادارة أملاك للتمويل العقاري.
لا ننكر عليه ابد انه رئيس وزراء ابا عن جد،
ولكن ننكر عليه ان يقول: “نزاهة في التعيين” … فهذه العبارة منه تحديدا تكون ثقيلة جدا ولا نحتملها . ولذلك فان الكلام بحاجة الى دوزان قبل ان يطير من الفم …. ويسقط.
“نزاهة في التعيين” عندما تصدر من قبله نستشعر بها الكثير من الاستغباء والتخويث علينا ، وعندها قد يخرج منا (لا سمح الله) من يقول: نعم رئيس وزراء ابا عن جد … ولكن ايضا فاقد لثقة الشعب بكل فئاته ابا عن جد ايضا … ولا يغير من ذلك تهافت المتهافتين لالتقاط الصور والنفاق، فما زالت ذاكرة الوطن تقول بان الشعب الاردني رفضه ورفض بقاءه في السلطة تماما كما رفض اباه زيد الرفاعي عام 1989 ورفض بقاءه في السلطة تماما كما رفض جده سمير طالب الرفاعي ورفض بقاءه في السلطة…
فكما تم تعيينه ابا عن جد فقد تم رفضه شعبيا ابا عن جد. والامر بحاجة الى اعادة دوزان كلام عند الحديث عن الغاء ديوان الخدمة المدنية …وموضوع “النزاهة في التعيين”…