النزاهة في أنغش صورها
لا أعرف كيف يقيسون درجة السعادة العامة لدولة ما، وكأن السعادة خزان ماء على سطح البيت يقاس بالسنتمتر، لكني مضطر للتسليم بنتائج هذه الدراسة على مضض. تقول الدراسة – التي أجراها معهد غالوب-بأن الأردن حل في المركز 90 على دول العالم، والعاشر عربيا كأسعد الدول العربية، فيما حلت الامارات في المركز الاول، وجاء مركز الاردن عربيا بعد كل من قطر، السعودية، البحرين، الكويت، ليبيا، الجزائر، المغرب، لبنان.
لاحظوا ان الوضع في ليبيا والجزائر أفضل من وضعنا نحن في مجال السعادة، مما يدل على ان السعادة لا ترتبط دوما بالمال والعيال. وبما ان سعادتنا مش زينون، قررت أن افرحكم بقصة المسؤول النزيه.
تقول الحكاية أن مسؤولا نزيها، أعلن على الملأ بأنه لن يقبل الرشوة اطلاقا، مهما كان حجمها. وفي أول زيارة له لمعرض السيارات… في الواقع لم يزره بل قام بافتتاحه، وسط تصفيق الجميع.
ولأن صاحب المعرض يعرف ان هذا المسؤول نزيه، ويعلن نزاهته على الملأ، قام وأعلن (على الملأ) بأن المعرض اكراما لنزاهة هذا المسؤول، قرر ان يهديه سيارة فخمة.
على الملأ قال المسؤول:
-لا اقبل الهدية أيضا، فهي نوع من اشكال الرشوة، لكني سوف آخذ السيارة بعد أن ادفع ثمنها…ثم وجّه كلامه لرئيس الشركة وقال له باستعلاء: قديش ثمن السيارة؟
قال مدير المصنع بأن ثمنها دينار اردني واحد
اخرج المسؤول النزيه من جيبه خمسة دنانير، وقال لمدير الشركة:
-إذا هيك.ابعثلي خمس سيارات ع البيت. وخذ ثمنها فورا.