النبوة: ما بين إقرأ وبين إنك لعلی خلقٍ عظيم

#النبوة: ما بين إقرأ وبين إنك لعلی خلقٍ عظيم

شبلي العجارمة

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ.

سيدي النبي صلی الله عليك وعلی أٓلك وسلم ,وأنا أحاول مجاراة الحدث کتابةً ,فقد اعتراني نقص البلاغة قبل أن أکمل ,وأجدني الناثر الخاٸب الذي تعثرت به خيل الکلام في ذکری مولدك الشريف عند أولی خطاها ,فعذراً سيدي أبا القاسم- صلی عليك الله – إن تقاصرت أعناق #الکلام عجزاً وخجلاً أمام سيرةً طابت من السماء تفاصيل صاحبه #ﷺ ,وفاحت علی هام خماٸل الأرض ضوع مسکها ورواٸح عبيرها وعنبرها.
الذکری نهجُُ يعاد فلا يمل منه ومنها , والتوقف أبلغ من الوقوف أمام کل محطات النبوة التي استقت کل تعاليم السماء لعمارة الأرض وصون إنسانها ,فما أحوجنا لمراجعةٍ شاملة لما أضعنا أو لما أضاعنا ونحن کسقط المتاع ,فالنبوة شامة عنبرٍ علی صحن خد الکون من تعلق بحبال سفن نجاتها غنم وسلم وربح الدارين وفاز برضی خالق کل شيءٍ بقدرٍ موزون ﷻ وهذا أسمی ما يحاز ويجتبی,فالذکری تماماً ليست حلوی نلوکها ونمشي قبل قشرها ,بقدر ما هي وقفات تأملٍ لدستورٍ شرح کتاب الله مع إمکاٛٛنية التطبيق فعلا لا قولاً ,والذکری إنما إعادة ترتيب الذات والأسرة والمجتمع والدولة ,علی موازين الحقوق لما لها وما عليها ,والذکری قياس مسافة الثبات ,الاتباع وکذلك قياس مسافة الابتداع والابتعاد , وعندما نسحب خاصية الزمن افتراضاً تبقی خصوصية التطبيق والتعاطي مع تشابه الأحداث لنفس الإنسان الموحد والمتبع لنهج قاٸده ﷺ الذي بدد بمولده وبعثه ظلمات الکون ,وأرسی قواعد النور والحق الأبلج المبين ,ولم يترك لنا خطاً أرمداً أو غيباً رمادياً لا معنی له .
هنا تخد مطايا زخرفة الکلام , لنلج في نورانية الحقيقة ,ولرجلٍ غير وجه الأرض قاطبةً ونفض غبار الجهل والعمی وعبثية الحياة وفوضی القيم,ليرسم بسيرته العطرة وجسده الأشرف وروحه النورانية محبةً وسلام کل شوارد موازين الأرض الجاٸرة ,والسمو بالنفس التي خلقها اللهﷻ لعمارة الأرض بالمحبة والإيمان والسلام .
لقد بعثه الله جل وعلا ما بين خطين مستقيمين أبلجين ; #العلم والخلق وبهما نستبين #طريق #الخير من الشر ,فالخير بلا علمٍ کما قال جده عبدالمطلب لإبرهة الأشرم حين أخذ إبله في عام الفيل “للإبل رباً وأنا رب الإبل وللبيت ربُُ يحميه” ,والعلم بلا خيرٍ کما هو نهج الحرب الباردة من القرن المنصرم بين الروس والأمريکان فأحدهما يقول “أنا صنعت قنبلة تبيد العالم مرتين ,والأٓخر يقول أنا صنعت قنبلةً تبيد الکون سبع مرات” ,وفي کلا الحالتين موتُُ ودمار وخراب ,بينما عندما اجتمع العلم والخلقُ في شخص النبيِّ ﷺ أجلس سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه قبل أبي سفيان رضي الله .
فعندما رضينا أن نکون أمة إقرأ والخلق العظيم,کان حتماً علينا ألاّ نخرج عن هذين النهجين ,لأن الخروج عنهما أو أحدهما ذلةُُ ما بعدها ذلة ,وصغار ما بعده صغار ,وهزيمةُُ تتلوها هزيمة ,فقد استبدلنا نحن المبتدعون الأتباع الجور باستحباب الظلم , ونسخنا وإذا المٶودة قتلت بالتفنن في زرکشة حرمتها تحت مفاهيم التحرر وحقوق المرأة , وقد استوحشنا الطرقات عندما لم نأخذ عن نهج صاحب الذکری ﷺ إن نحن أبينا الجلوس في الطرقات بغض البصر وإماطة الأذی ورد السلام, ولا ننسی أننا صادرنا مفهوم أٓية المواريث للذکر مثل حظ الأنثيين بالتخجيل وهضم حقوق الأرحام .
النهج المحمدي المستوحی من اللهﷻ صالح لکل زمان ومکانٍ وإنسان , ولکننا نحن من أفسد الدهر فلم نعد تلك الأوعية الصالحة لاحتواء هذه القدسية وتحمل هذا الطهر الذي ينعکس علی راحة الأبدان في الدنيا وطمأنينة النفوس ورحمة الأرواح عند وصولها لبرزخها المحتوم .
والإدلة کالشمس علی کل هذا الضياع ,بدليل حديث النبيِّ ﷺ عندما قال بأنه سوف تتداعی علينا الأمم کما تتداعی الأکلة علی قصعتها,وعنداما سُٸلﷺ عن العدد والعتاد قال أننا غثاء کغثاء السيل ,وهذه نتيجةُُ حتمية بل وأم المصاٸب لمخالفة المنهج والنهج الرباني الذي شرحته بعثة النبوة المطهرة .
إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر أين أقامك,وهذه أصدق شاهد علی أنفسنا ,بأننا بتنا تبعاً للعبيد بعدما کنا سادةً عليهم وعبيداً لرب العبيد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى