محمد طمّليه
- انا واحد من اكثر من خمسة ملايين انسان يعيشون في بلد يبدو للوهلة الاولى عائلياً وحميماً, حتى أنك تقرأ على واجهات المحال: بقالة الثقة للعائلات/ ملحمة ومخابز ومحمص… للعائلات/ محطة محروقات ومستشفى ولادة وبنك: هذه للعائلات أيضاً. وما يغيظني مزيداً من الغيظ هو ان ثمة في كل مطعم ركناً خاصاً للعائلات, فيما يجلس الاشقياء مثلي الى طاولات شقية مثلهم, ويأكلون بصمت, ثم يخرجون لمجرد التيه في الزحام, وانا ابحث عن موطىء حضن: ايها الذاهبون الى “صلة الرحم”.. خذوني.
- بصراحة, اريد ان التصق/ ان اشارك على نحو ما في الوئام/ ان اكون طرفاً في الاواصر/ ان اصافح الجميع, ويصافحني الجميع/ ان… اعتذر, لا ادري.
- لا عليكم, كل ما هنالك انني اهذي, فقد امضيت الاسبوع الاخير في المستشفى, ونعرف ان المكوث هناك في مطلع الخريف يبعث على الاسى.
- اتذكر ان الكاتب الامريكي “او. هنري” كتب قصة عن امرأة مريضة ظلت تراقب من نافذة غرفتها في المستشفى شجرة تتساقط اوراقها تباعا في خريف موحش, وقد توهمت المرأة انها ستموت عندما تسقط كل اوراق #الشجرة. وبالفعل, اخذ الوضع الصحي للمرأة يتردى يوماً بعد يوم, وبتناغم مع الاوراق التي تسقط, الى ان بقيت ورقة واحدة فقط, فظنت المرأة انها ستموت حال سقوط هذه الورقة, ولكنها فوجئت في اليوم الذي يلي ان تلك الورقة ما تزال ملتصقة بالشجرة, وتكرر ثبات الورقة على مر الايام, فانعكس الامر على صحة المرأة التي استردت عافيتها, لنكتشف ان الورقة التي بقيت هي عبارة عن لوحة رسمها احد محبي المرأة.
- انا لا اريد رساماً, فأنا #الرسام..