الناجحون في امتحان الكورونا

الناجحون في امتحان الكورونا
مقال الأربعاء 15-4-2020
لو استعرضنا النتائج الأولية لامتحان “الشهرين” الذي تقدّمت له مرغمة دول العالم أجمع ،وحلّلنا نتائج الناجحين والراسبين من هذه الدول..لاكتشفنا أن الدول الغربية والمتقدّمة أو التي صنّفت نفسها منذ عقود بدول العالم الأول..قد رسبت بامتحان الكورونا بامتياز ،ونجحت الدول النامية ودول العالم الثالث بأقل الخسائرالبشرية ..هذه النتائج تدعو إلى التساؤل..كيف ترسب أمريكا وايطاليا وأسبانيا وألمانيا في التعامل مع هذا الوباء وهي نواة الطب والعلم والرعاية الطبية في العالم ؟ كيف ترتبك أمريكا وهي “المحجّ الطبي” للزعماء العرب والسياسيين وأرباب المال وتخسر كل يوم مئات من الوفيات ، بينما يحق لدول العالم الثالث ودولنا العربية أن تفتخر أن الوفيات لم تتعدّ العشرات منذ بداية تفشّي الوباء..
أحد الأجوبة على هذا التساؤل وهذه النتائج الغريبة..أن في الدول الغربية وأمريكا الساسة هم من استلموا “إدارة الأزمة” لا الكوادر الطبية المختصة ، فالرأي الطبي كان ثانوياً بعد القرار السياسي..أما في دولنا..فكان الكادر الطبي هو الذي يقرر والسياسي ينفّذ بأدواته..حتى اللحظة ما زال ترمب هو من يتسيّد المشهد ،وهو من يرد على أسئلة الصحفيين وهو من يقرر..بينما “رئيس لجنة الأوبئة” يحيّد جانباً وأحياناً كثيرة يقاطعه ترمب ويجيب عنه..
**
الأردن شكّل نموذجاً مهماً للناجحين في مكافحة كورونا،نسبة المتعافين ولله الحمد وصلت الى نصف المصابين وهذا رقم قياسي مهم ، عدد الوفيات 7، والإصابات تحت السيطرة ..و الفضل يعود هنا الى لطف الله أولاً، وثانياً الى الوعي الشعبي وثالثاً الى “الخلطة والتوليفة” في إدارة الأزمة،فلو ترك الأمر للحكومة لرأينا أداء متردّياً كما كنا نراه قبل شهرين منذ الآن ..لذا لم يترك القرار بيد الحكومة وحدها وأنما تم أيجاد “توليفة النجاة” خلطة مهمة يقودها الرأي الطبي وفريق التقصي الوبائي الذي نوجّه له كل التحية وبالتالي وينفذه الجيش والأمن..اذن القرار طبي،اقتصادي،سياسي،أمني في نفس الوقت..
عندما تنفّذ توصيات الفريق الطبي من قبل السياسي تبدأ ملامح التعافي ،وعندما ينفّذ الفريق الطبي توصيات الفريق السياسي تبدأ الانتكاسة…

ختاماً ، تحية لكل من أحب وأخلص وتعب واجتهد في عمله ، تحيّة لمن تحفظهم ذاكرة الوطن جيداً..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com