
النائب العام وشبيه” #جون_سينا “!
من قلم المحامي المتدرب د. #ماجد_توهان_الزبيدي
كنّا مجموعة من المحامين في عرفة النائب العام للمحكمة،نتبادل أطراف الحديث في موضوعات قانونية ملتبسة من مثل عدم تثبين نسب مولود ماتت أمّه الأجنبية الثريّة ووالده عربي،ولا يملك شهادة ميلاد لدخول الصف الأول الأساسي ولا دفتر عائلة ،ولا يُعرف إن كان له أشقاء من والدته من زوج آخر في بلادها،وقضايا أخرى تمسّ الشأن العام،عندما دخل علينا شاب مفتول العضلات ،كانه مُلاكم ومصارع معاً! لكنهُ عندما تكلّم مع النائب العام ،أحسّهُ بعضنا ،أحد مساكين الله ،لشدة هدوءه وسكونه وإنسياب كلماته من بين شفتيه، كمشية سرب من القطا الأنثوي، على مهل وخجل في آن!
دخل الشاب مُصطحبا ثلاثة من اولاده الصغار بين الخامسة والسابعة وتاركا خلفه في البيت طفلين لم يُكملا الربيعين،كما قال!
– ـ سيدي النائب العام :انا موظف رسمي ،صار لي من حوالي الشهر ،او يقلّ قليلا، شارد العقل بين دوامي الحكومي في محافظة بعيدة ،وبين أطفالي الموزعين بين والدتي العجوز، وبين شقيقاتي المتزوجات ،بعد ان تركت والدتهم البيت من دون سبب وإعتصمت ببيت والدها رافضة الرجوع لبيت الزوجية ورعاية أطفالها!
ـ لعلك يارجل إقترفت سبباً قوّيا جعل زوجتك تغادر بيتها وتلجأ لوالدها؟(رد النائب العام)
ـ ابداً سيدي!
وجّه النائب العام ،الرجل لمكتب مساعده في الجناح الآخر من الطابق ،ثم هاتفه بالتحقيق مع الرجل وإعلامه هاتفيا بنتيجة الأمر!
لم يحتج الأمر طويلاً لمعرفة الحقيقة!إذ بعد ربع الساعة كان مساعد النائب العام قد أفاد بالتالي:
“سيدي النائب العام :قمت بالإتصال مع والد زوجة الرجل ،وعلمتُ منه ان إبنته كانت مسرحاً لعمليات لكم، ومصارعة من “بعلها” الموجود بمكتبي،وأنها لا تقوى على الحركة الطبيعية،وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه بها عضلات هذا البعل الذي يتساوى جسدياً مع المصارع العالمي “شيمص” او “جون سينا”،وهي مستعدة أن تدلي بشهادتها بالصوت والصورة الآن من بيت والدها”!
وقد علّق أحد المحامين من الحاضرين:لقد نجت هذة الزوجة بروحها من بطش عريض المنكبين،وان الزوجة العاقلة لا يمكن ان تهجر بيتها وترمي باطفال في عمر “زغاليل” الحمام، دون أن تكون مُكرهة على ذلك،وأن القول الماثور :”لا تصدّق كل ماتسمعهُ،وصدّق نصف ماتراه” قد تحقق أمامنا هنا في هذه الجلسة!(19 آب)