المُنسحبون من العمل العام ..من هم..وأينهم؟

المُنسحبون من العمل العام ..من هم..وأينهم؟
ا.د حسين محادين
(1)
#العمل #العام ببساطة؛ هو كل جهد عقلي وفكري منظم سياسي قانوني ورياضي، او اي عمل إبداعي موجه للعموم فيساهم في تشكيل نفسيتة العامة ، وبالتالي يشكل انطباعات الاخرين الايجابية عن اهمية مثل هذه الاعمال ، وهؤلاء الشخوص كقادة محليين ووطنيين قائمين عليها.
ويمكن ان يكون هذا العمل ميدانيا هادفاً لخدمة شرائح معينة من #المجتمع، او سعي مبرمج لإشباع احتياجات شرائح مستهدفة من بين ابناء وبنات المجتمعات المحلية او المجتمع الوطني الاعم؛ سواء اكانت هذه الاعمال المنجزة براتب لعاملين الكبار في القطاع الحكومي العام، او في القطاع تطوعي كأعمال الخير ،او العضوية العاملة في #النقابات #المهنية ،او العمالية من الجنسين ، او العمل في الاحزاب والجمعيات الخيرية او التنويرية المعترف بقانونينها رسميا.
(2)
ويمكن ان يقوم بمثل هذه الاعمال العامة، فرد او اكثر خدمة للآخرين من جهة؛ وسعيا من العامليين بها الارتقاء بمكاناتهم السياسية والاجتماعية لدى صناع القرار والأهليين المستفيدين من اعمال هذه الشخصيات التي غادت مؤثرة وعامة الحضور والتأثير في الراي العام بحكم سلطاتها السياسية او المعنوية لدى العموم، وعادة ما تلحق باسماء هؤلاء مصطلح “شخصية عامة”.
(3)
واستنادا لاطروحات علم اجتماع السياسة ؛ من الملاحظ للاكاديمي المعايش لطبيعة واتجاه التغيرات العميقة والمتسارعة التي يعيشها المجتمع الاردني وبمختلف شرائحه، ان ثمة عزوف واضح عن مشاركة شخصيات عامة كانت بالسابق ذات حضور واضح ومؤثر في المشهد الوطني عموما.
وهي الآن غائبة او في عزلة طوعية ام قسرية عن العمل العام في الكثير من عناوين الحياة اليومية في المجتمع الأردني الشاب، رغم ان العديد من هذه الشخصيات العامة، كانت تحتل مواقع رسمية ووزارية او حزبية مرموقة، او حتى مواقع فاعلة في شركات وبنوك القطاع الخاص، ومع هذا لم نلمس او نقراء لها اراءً او مواقف تشخيصية منشورة عن طبيعة واتجاه التحديات التي يواجهها الاردن الحبيب، سواء السياسية منها او الاقتصادية ومصاحباتهما، او اطروحاتها كشخصيات عامة كأذرع وعي ونصح موازية لواقع ورؤية وقرارات الحكومة ومجلس النواب الحاليين، بخصوص اهمية التوافق مثلا على قوانيين الانتخابات المختلفة، او ما هي الكيفية والادوات الانسب للتغلب على المشكلات الاقتصادية مثل ؛المديونية والبِطالة الفقر ، او حتى اتساع فجوات التنمية بين العاصمة الحبيبة عمان وبقية محافظات الوطن، وداخل كل محافظة منها بين المركز الاطراف التابعة لها في نفس المحافظة..؟.
(4)
ولعل التساؤلات الواخزة هنا وبحاجة لاجابة وتفكر وطني عام هي:-
ا-اين حضور وتاثير حملة الشهادات الاكاديمية الموثقين في الجامعات ومراكز الدراسات ،وبيوت الخبرة ، واين هي اطروحاتهم المتخصصة كل في اختصاصة وان لم يكونوا حاملي سلطة سياسية مؤثرة بصورة مباشرة على صناع القرار الرسمي، اين ارائهم العلمية ولو من باب فرض العين عليهم كمتخصصين في تنوير الراي العام الاردني وبكل شرائحه عبر الحوارات والندوات الوجاهية، او عبر فضاء التواصل الاجتماعي باذرعه المختلفة في الأقل، وهذا ما نفتقده منهم للآن.
ب – اين دور وحضور رؤساء الوزارات المعتقين ونوابهم والوزراء السابقين الذين خططوا او صنعوا القرارات الضاغطة على مستقبلنا كل في وزارته او حتى الشركات التي عملوا بها ، او في حقل اختصاص اي منهم عبر عقود انقضت، لكن نتائج قراراتهم ما زالت جاثمة على صدورونا كمواطنين ، وأين هي اطروحاتهم المفترضة وجُلهم من حملة الشهادات العليا وخريجو اعرق الجامعات العالمية في الغالب، اقصد اطروحاتهم ونصائحهم للحكومة ومجلس النواب الحاليين للتغلب على عديد التحديات التي تواجه مجتمعنا الاردني المترقب بعيونه وشجرة حواسة لقراءة ومحاورة إسهامات هؤلاء المنسحبون بخصوص هذه التحديات ومآلاتها.
(5)
أخيرا..
اين هم وأين يعيش هؤلاءا لمنسحبون من العمل العام من:- اصحاب السلطات والمكتسبات السياسية، الاقتصادية،المعرفية، والحزبية والنقابية ،التفكرية، ورؤساء الجامعات، الكتاب النوعيين كلهم مدينون للأردن الصابر والمغالب، بالوفاء له من خلال اطروحاتهم واسهاماتهم المادية والمعرفية حفاظا على ايمان شهدائه وبناته الأوائل به كوطن وبمنجزات اجيالة عبر مؤسساته المدنيّة والعسكرية، وصولاً الى تغلبه ونحن معه على جملة التحديات التي يواجهها كوطن جامع لنا ماضيا وراهنا باتجاه مستقبل اهلنا الطيبون فيه.
وبالتالي نحن شركاء كل حسب تخصصه وامكاناته في صياغة عافية الاردن والحفاظ عليها.. فهل نحن فاعلون..؟.
*قسم علم الاجتماع- جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى