المواد الاختيارية في جامعاتنا.. / ا.د حسين محادين

المواد الاختيارية في جامعاتنا..بين العلم وعطايا العلامات الوهمية لطلبتنا.
ا.د حسين محادين

ببساطة، يقوم العلم والتدريس الجامعي على تنوع الاختصاص الأكاديمي ” علم اجتماع، طب، هندسة، تمريض..الخ” وتكامل المعرفة الانسانية بهدف بناء شخصية الطالب الخريج ليكون قادرا على التعامل مع كل المواقف اليومية أثناء عمله في الحياة الأوسع من حدود الجامعة وعلومها البحته.
– وبناء على ما سبق، تم التوصل إلى ضرورة تقسيم مواد التعليم في الجامعات العالمية لطلبتها إلى نوعين من المواد العلمية هما:-
أ-ساسية متعمقة في الاختصاص الذي يدرسه الطالب، طب، هندسه ، جغرافيا، علوم انسانية تعرف بما نسميه “بالمواد الاجبارية”.
ب- مواد علمية مسانده ذات علاقه بالانتصار وترفده، وهي ما يعرف بالمواد “الاختيارية”.
وخير مثال على تنوع الاختصاص وتكامل المعرفة في الحياة هو لماذا أكثر المشاكل في مراكز الطوارىء في مستشفياتنا بسب ضحالة وهزل في مهارات الاتصال بين الأطباء واهل المرضى”اختصاص علمي”وبين الموظفين الحكوميين ومراجيعهم” اختصاص علوم انسانية” بسب غياب التكامل بين مواد اختصاص ومواد الاختيارية…ولعل الانحراف عن أهداف المواد الاختيارية باعتبارها وسيله للحصول على علامات عاليه جدا”عطايا” من دون معيار بالنسبة للطالب، وفرصه انتخابيه وتسويقيه ومواد اضافيه للمدرس الجامعي، ماذا كانت النتيجة جراء ماسبق من استخفاف للمواد الاختيارية في جامعاتنا للاسف؟
– أن أعداد الطلبة في المواد الاختيارية عال جدا يصل احيانا الى مايقارب المئتين طالبا وطالبه.
– الانطباع السلبي جدا لدى الطلبه عن هذه المواد الى حد اعتبارها نزهه دراسية وعلامات بالهبل لرفع المعدل التراكمي للطلبة ليس أكثر.
اخيرا ومن منظار علمي وحياتي اردنيا، ترتب على تدني الاهتمام في تدريس ومكانة المواد الاختيارية ما يالي:-
– عدم تحقق ثنائية التخصص العلمي الدقيق وتكامل المعرفة لدى طلبتنا الأمر الذي استغلته الجماعات المتطرفة والإرهابية في تجنيد وتفجير طلبة الكليات العلمية لأنفسهم نتيجة لضعف أو اختلال التوازن النفس القيمي والمعرفي لدى شبابنا في الكليات العلمية تحديدا وهذا عكس ما كان يفسر ارتجالا بان التطرف موجود لدى طلبة الكليات العلوم الإنسانية وهم من يقومون به لوجود فراغ كبير نسبيا لديهم في تشير الدراسات الأمنية الأوروبية المتخصصة وتحديدا الإنجليزية منها .
– علينا الإسراع في تقيم وإعادة الاعتبار العلمي والمهاري للمواد الاختيارية المساندة والمتكاملة مع مواد الاختصاص في كل الكليات كي نتمكن من بناء التوازن العلمي والمعرفي الانساني معا وصولا لتحصين خريجي جامعاتنا بما يحميهم من التطرف والإرهاب وزيادة مستوى وواقع مهارات شبابنا الضرورية في احترام التعددية وقبول الآخر في هذا الكون خصوصا أن اسم الجامعة مأخوذ من معنى العالمية كاساس.
* قسم علم الاجتماع-جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى