المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية.. ماذا عن الأردن؟

علاء برقان

بالنسبة للأردن، فإن التصعيد المتسارع في المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية يضع المملكة أمام لحظة مراجعة استراتيجية عميقة. فموقعها الجغرافي الحساس، بين سوريا والعراق وفلسطين، يجعلها في صُلب أي تطوّر عسكري واسع النطاق، وتحت تأثير مباشر لأي خلل في توازنات القوى الإقليمية.

لكن ما هو أخطر من التداعيات الأمنية، هو ما قد ينجم عن استمرار الاصطفاف ضمن المحور الأمريكي، المتقلب المزاج خصوصاً مع وجود إدارة ترامب، في وقت تشهد فيه المنطقة إعادة رسم للتحالفات، وتتزايد فيه نداءات الشعوب بضرورة التحرر من التبعية السياسية والاقتصادية.

فأي ضربة قاصمة لإيران لن تكون في مصلحة الأردن، والمنطقة العربية بل ستصب مباشرة في خدمة أجندة “إسرائيل” التوسعية، التي لا تُخفي طموحها في الهيمنة على مقدرات المنطقة، أمنًا وسياسة واقتصادًا.
إضعاف إيران يعني إطلاق يد “إسرائيل” كقوة إقليمية منفردة، وهذا ما يُهدد الأردن في عمقه الاستراتيجي، سواء على صعيد أمنه القومي، أو في ملف القضية الفلسطينية، أو في دوره التاريخي في الوصاية على المقدسات، أو حتى في توازنه الإقليمي التقليدي.

من هنا، تبدو المصلحة الوطنية الأردنية الحقيقية في تبنّي تموضع جديد، أكثر توازنًا وارتكازًا على استقلالية القرار، ورفض الانجرار وراء مشاريع الهيمنة التي ثبت تاريخيًا أنها لا تراعي مصالح الحلفاء، بل ترى فيهم أدوات في صراعاتها الكبرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى