المهندسين : فرصة للمراجعة / عمر عياصرة

المهندسين : فرصة للمراجعة

نتائج انتخابات نقابة المهندسين التي اسفرت عن خسارة التيار الاسلامي لموقعه في القيادة، بعد ان استأثر بها لأكثر من ربع قرن، تحتاج الى قراءة هادئة عميقة بعيدة عن الاختزالات المخلة.
صحيح ان حجم التحالف بين ادوات الدولة من جهة وخصوم الاخوان التاريخيين من جهة اخرى، كان غير مسبوق في متانته، واخلاصه، وقوة دفعه، لكنه بالمقابل لم يكن العامل الاوحد الذي تسبب بما جرى.
هناك عوامل ذاتية داخل الحركة الاسلامية، لابد من الاعتراف بها، والتأشير عليها، سواء من جهة اداء القائمين على نقابة المهندسين، ام من جهة حالة عدم التموضع وغياب الراحة والاستقرار داخل الحركة الاسلامية بسبب خلافاتهم المستمرة داخليا.
هناك ايضا تطورات في المجتمع، تغيرات بنيوية، يجب الانتباه لها، لاحظ مثلا، ان المحافظات كانت حاسمة في التصويت ضد الاسلاميين، وهذا الثقل يحتاج لقراءة.
انا اشكك في مقولة تراجع شعبية الاسلاميين تحديدا في اوساط المهندسين، فانتخابات الشعب التي كانت قبل شهرين تثبت عكس ذلك.
لكن من ناحية تنظيمية، مرة اخرى، كانت المكاسرة بين الدولة والحركة على اشدها، فهناك رغبة رسمية بالسيطرة على المجال العام برمته، ربما استعدادا لمرحلة مقبلة اقليميا ووطنيا.
ومن جهة اخرى، اعتقد ان انتخابات بلدية الزرقاء التي فاز بها الاسلاميون، القت بظلالها الثأرية على حجم اندفاع الدولة نحو انزال الاسلاميين عن عرش نقابة المهندسين.
حجم التحشيد ضد قائمة الاسلاميين كان كبيرا، يفوق قدرتهم على الانتصار، خاصة في هذا التوقيت الذي تعاني فيه الحركة الاسلامية داخليا واقليميا.
لكن هناك سؤال محوري، يجب التقاطه من ظلال ما جرى في انتخابات المهندسين، وهو: لماذا يتحالف الجميع ضد الاسلاميين، الا يوجد لهم قواسم مشتركة مع احد؟!
أين الخطأ هنا: في الاسلاميين وطريقة تعاملهم وخطابهم الوطني، ام في ظروف وتوقيتات اقليمية جعلت الجميع يرى الاسلامي خطرا يتهدد وجوده واستمراره؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى