
الأخلاق وقطعة الحلوی
الأخلاق عنوان الشعوب وقد حثت عليها جميع الأديان وخاصة ديننا الحنيف ، ونادی بها المصلحون في كل بقاع الأرض بلا استثناء ، وحتى من لا يعترفون بوجود خالق ” الملحدون ” يتمتعوا بالأخلاق وحسن التعامل لمجرد أنهم أصحاب مبدأ لا أصحاب دين معين ..
ففي زيارتي مع طلبة القانون ل بيت رعاية المسنين الواقع في وسط المملكة تحت مبادرة الإبداع والتمييز ، استوقفتني الكثير من الأحداث ، منها ما جعلني أبتسم بشدة ومنها ما جعل دموعي تتدفق بشكل استثنائي وغير معتاد ..
ف بداخل هذه الدار الكثير من الأمل الساطع من بين تجاعيد وجوه من يسكنون بها ، وكثير من الكلمات التي تستبشر بنا خيراً ، وذلك بالرغم من الألم النفسي والجسدي الذي حل بهم ، ومِن مَن ؟
مِن أقرب الناس إليهم .
ولكن الحدث الذي جعلني أذكر الأخلاق في البداية هو تعامل إحدى المتطوعات مع إمرأه قاربت على الثمانين ..
كان الموقف استثنائي مقارنة بالتعامل الطيب الذي يتلقونه من الآخرين .. كان قاسياً حين قامت برمي قطعة حلوی أمام تلك العجوز بعد أن طلبت منها أن تستبدلها بشيء آخر ، ومن ثم ترددت ببعض كلمات مزعجة و موجعة .. و فجأه احتل الحزن تفاصيل وجه تلك العجوز بعد أن ابتسمت كثيرا قبل ذلك الموقف البشع ..
والمثير للاستغراب أن تلك المتطوعة لرعاية المسنين تعتنق الدين الذي لم ينسی قط ذكر الأخلاق والحث عليها لا في كتابة ولا في سنته ولا في اجتهاد فقهاۓه أيضا ً ..
ف لماذا يتم تشويه صورة دين معين بمثل تلك التصرفات الطائشة ..
و لماذا تطوعت في بيت رعاية مسنين وهي لا تمتلك القدرة على ضبط نفسها ..
يكفيهم ما فعلوا بهم أولادهم وبناتهم فلا تفتروا عليهم بتلك الكلمات القاسية والتصرفات البشعة ..
ارسموا الابتسامة فقط ..
#صهيب_العتوم #مقال