سواليف
بيان صادر عن نقابة المهندسين الزراعيين
مضايا … يد تحاصر القلب لأجل القدم
في مضايا تمتنع حروف اللغة عن التراكب لانها تقف خجلى أمامهم, لا تستطيع الوصف أو التعبير أو حتى الاشارة على استحياء, فحبرها انفجر غضبا وحنقا على هول حصار مضايا و أهلها, و مازالت الانسانية تتغافل عن هول الجريمة هناك.
في مضايا يكفن الناس بالجوع, ويدفنون تحت ما تبقى من جلودهم, فطرقات المدينة كلها تغرق في الموت الذي تفيض به يد الحصار الخانق على أهل مضايا.
في تاريخ الحروب قصص كثيرة عن حصار المدن وابادتها, لكن ما لم يسجله التاريخ كيف تستسيغ اليد حصار القلب لاجل القدم, في غفلة وخذلات الرأس والعين وبقية الاعضاء, وكلهم يعلمون ان حياتهم مرهونة بحياة القلب, و القلب في مضايا.
مضايا كتبت في فصل جديد في سجل الانسانية ان قيمة الانسان ليست واحدة في هذا العالم, و انه من السهل حصار الجميع لاجل الفرد, و موت الجميع لأجل حياة الواحد, وتخاذل القريب والبعيد نجاة بالنفس وحفاظا على الجسد.
مضايا وحصارها وجوعها والموت المنتشر في أرجائها لم يتلفت إليه العالم ” الحر ” بكامله, فهل يكون هناك عاقل في هذا العالم لديه بقية مما كان لدى الاسلاف من الحمية فيعلق جرس كسر الحصار, أم أن مضايا ستمضي, وتمضي معها بقية الرجولة والنخوة والحمية.