الممثلون العرب والمسلمون بالشاشات الأميركية.. إرهابيون وطغاة

سواليف _ كشفت دراسة جديدة أن نسبة الممثلين من أصول تعود لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على شاشة التليفزيون الأميركي لا تتعدى 1%.

ووفق تقرير “تحالف تعزيز الفنون بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” (ماك) الذي صدر مؤخرا بعنوان “الإرهابيون والطغاة” فإن 1% من أصل 2052 ممثلا بالمسلسلات التلفزيونية عامي 2015 و2016 التي تم بثها بالتلفزيون في وقت الذروة كان من الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. وعلى العكس، يوجد على الأقل ممثل “أبيض” واحد بالمسلسلات التلفزيونية يظهر بشكل مستمر بنسبة 96%.

وتشير الدراسة أيضا إلى أن الممثلين القلائل -الذين استطاعوا الحصول على أدوار في برامج التلفزيون- حُصروا في أدوار نمطية لا تخرج عن صورة الإرهابيين والطغاة، حيث توضح المؤشرات أن 78% من شخصيات الشرق أوسطية وشمال أفريقيا يظهرون بهذه الصورة على شاشة التلفزيون، مما يدعم رؤية العرب باعتبارهم تهديدا.

وتثير هذه الأرقام جدلا في ظل وجود حوالي 10 ملايين فرد (3% تقريبا من سكان الولايات المتحدة) من أصول تمتد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وترى الأستاذة المساعدة بجامعة بيولا والكاتبة الرئيسية للدراسة نانسي وانغ يون أن هوليود تحتاج لتجاوز فكرة الإرهابيين والطغاة عند تصوير الشخصيات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتضيف أن لهذه القوالب النمطية تأثيرا ضارا وسلبيا على تصورات المشاهدين، رغم أنه من الممكن أن تعمل هذه الشخصيات -والتي يفترض أن يتواصل معها المشاهدين بشكل أكبر- على مواجهة السياسات والأفكار المناهضة للمسلمين.

وأشارت الباحثة إلى أن تمثيل تعقيدات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يُمكّن المشاهدين من رؤية المنطقة بصورة مختلفة. لأنه وببساطة، عندما لا يوجد تواصل مباشر بين أفراد من شعبين، يحصل الجميع مفاهيمهم وأفكارهم تجاه الآخر عبر التلفزيون والقصص التي يتابعونها.

وأوضحت أنه لا يوجد أي ممثل من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يظهر بشكل مستمر في 90% في شبكات البث التلفزيوني العادية. كما أنه لا يوجد أي ممثل من المنطقة ذاتها يظهر بشكل مستمر في 97% في برامج القنوات المدفوعة المشفرة.

وتضيف الدراسة أن أكثر من نصف هؤلاء الممثلين لا يلعبون أدوار شخصيات بهويات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نما يجعل نسبة التمثيل على شاشات التلفزيون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أقل بكثير.

وتشير إلى أنه عندما يُقدم الممثلون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شخصيات تنتمي للمنطقة نفسها، فإن ذلك يتم من خلال الظهور بالمسلسلات الدرامية الخاصة بالجريمة أو السياسات الجغرافية بنسبة 67%، كما يكون معظم هذه الشخصيات -بنسبة 78%- إما إرهابيين أو عملاء أو جنودا مدربين أو طغاة، مما يزيد بدوره من تفاقم القالب النمطي لاعتبار أن الأشخاص من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “خطرون”.

وسلطت الدراسة الضوء على ثلاثة ممثلين ممن استطاعوا أن يكسروا هذه القوالب النمطية وأن يظفروا بأدوار معقدة، وهم: الممثلة الأميركية الإيرانية نيكار صديقان والتي لعبت دور محامية طلاق بالمسلسل التلفازي “دليل صديقات.. برافو للطلاق”.

والممثل الأميركي التركي أنيس أسمر الذي لعب دور لاعب تنس محترف بمسلسل “ريد أوكس”. والممثل الأميركي المصري الحاصل على جائزة “إيمي” رامي مالك، من مسلسل “مستر روبوت”.

وتنصح الدراسة بالابتعاد عن التصورات النمطية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسكانها، وزيادة التنوع باستوديوهات التلفزيون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى