الملياردير اليهودي حاييم سابان .. وجدتُ من أجل خدمة إسرائيل

سواليف

يجاهر الملياردير اليهودي حاييم سابان ، أحد أباطرة الإعلام في كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل”، وأحد أكثر الأشخاص تأثيراً على الحلبة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، أن تركه “إسرائيل” والاستقرار في الولايات المتحدة جاء فقط من أجل تحقيق مصالح “إسرائيل” الحيوية وضمان عدم المساس بها.

ويؤكد سابان، اليهودي المصري الذي ولد في الإسكندرية وغادرها إلى فلسطين المحتلة، وهو ابن 12 عاماً، ويعد أكثر الممولين لحملات مرشحي الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس سخاء، أن الصهيونية هي التي تحرك وتوجه أنشطته الاقتصادية والإعلامية والجماهيرية.

ولا شك في أن أكثر المظاهر التي تدلل على عمق تأثير سابان على الحلبة السياسية الداخلية الأميركية يتمثل في المؤتمر السنوي الذي ينظمه في واشنطن، ويطلق عليه “منتدى سابان”، والذي يتحول إلى تظاهرة تأييد ومناسبة يجدد فيها رؤساء أميركا من الديمقراطيين وأركان إداراتهم وكبار الموظفين وممثلو الحزب الديمقراطي في الكونغرس بمجلسيه والنخب العسكرية في الاحتياط المؤيدة للحزب التأكيد على “عمق” التزامهم بمصالح “إسرائيل” وأمنها.

وعلى الرغم من أن أركان اليمين في “إسرائيل” يميلون للحزب الجمهوري، إلا أن سابان يحرص على دعوة الوزراء والنواب وقادة الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، إلى جانب ممثلي أحزاب اليسار والوسط للمشاركة في المنتدى، ليكونوا شهود عيان على التزامات الديمقراطيين.

وقد اختارت صحيفة “جيروزاليم بوست” سابان ليكون على رأس قائمة من 50 شخصية يهودية هي الأكثر تأثيراً في العالم. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “معاريف”، ضمن تحقيق نشرته عنه، أخيراً، قال سابان، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية، “أنا مرتبط عاطفياً بإسرائيل، ففي كل مرة أطير إلى إسرائيل، وأشاهد من الطائرة شواطئها، تدمع عيناي. وبتأثير هذه المشاعر الجياشة القوية فإنني أشعر أنني وجدت في الحياة من أجل العمل لإسرائيل، أنا وعائلتي وأولادي موجودون في الولايات المتحدة خدمة للشعب اليهودي”.

ويشير سابان (61 عاماً) إلى أن “الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة وضمان تواصل الدعم الأميركي لإسرائيل على رأس أولياته”. ويكشف أنه يعكف بشكل مستمر على تقديم دعم مادي لجنود جيش الاحتلال، دون أن يبين طابع هذا الدعم وآليته وكيفيته.

ويعتبر سابان، الذي تقدر ثروته بـ 3.4 مليارات دولار، الأكثر قرباً من المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون، بسبب تمويله السخي حملاتها، إلى جانب علاقة الصداقة التي تربطهما. وتشير “معاريف” إلى أن كلينتون حصلت من سابان على 10 ملايين دولار مطلع العام 2016 فقط، في حين دفع لها مبالغ أضخم في حملاتها السابقة.

وحسب الصحيفة، فإن سابان يشارك شخصياً في الحملة الانتخابية لكلينتون، حيث يشرح لليهود في الولايات المتحدة وللإسرائيليين مدى إسهام انتخابها في دعم وتعزيز مصالح “إسرائيل” الحيوية. ويحاجج سابان، أن كلينتون ستكون أكثر حرصاً من المرشح الجمهوري، دونالد ترامب على أمن “إسرائيل” ومنعتها وضمان تفوقها النوعي على دول المنطقة.

ويحذر اليهود من التصويت لترامب، ويحاول إقناع الإسرائيليين بعدم الرهان عليه، حيث يقول إن “ترامب لا يمكن توقعه، فلا يمكن أن تعرف على وجه اليقين أيّ نسخة من ترامب تتلقى في النهاية”.

ويضيف: “من خلال معرفتي القريبة جداً بكلينتون، ومن خلال لقاءات تجمعني بها في أوقات متقاربة، فإنني لا أزعم فقط أنها تحب “إسرائيل” من أعماق قلبها، بل إنها أيضاً، تعي خريطة المصالح الإسرائيلية، وتؤكد الالتزام بها أكثر من أي سياسي أميركي آخر.

وقد بدأ سابان حياته المهنية كعازف غيتار في فرقة موسيقية إسرائيلية، وعمل في مجال إخراج الحفلات والمهرجانات الموسيقية، وضمنها مهرجانات للأطفال. وفي عام 1975 توجه إلى فرنسا ودشن شركة لإنتاج أشرطة موسيقية، حيث باعت الشركة ملايين من هذه الأشرطة. وفي عام 1983 دشن شركة لإنتاج موسيقى مخصصة للمسلسلات التلفزيونية في لوس أنجلوس، وبعد ذلك عمل في مجال إنتاج المسلسلات التلفزيونية، وكان من بين أشهر المسلسلات التي أنتجتها شركته “x man”.

وفي 1997 اشترى سابان شركة “فوكس فميلي”، التي تضم عدداً من قنوات التلفزة في الولايات المتحدة. وفي 2008 اشترى شبكة “يونيفيزون” أكبر شبكات التلفزة في العالم التي تبث بالإسبانية. وأخيراً، اشترى شبكة “Gawker Media”. ويملك سابان نسبة كبيرة من أسهم الشركات التي تدير قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية.

ويقابل سابان، الملياردير شيلدون أدلسون، الذي يعد أكبر ممول للحزب الجمهوري. ونظراً لأن رأس مال أدلسون يزيد عن ضعف رأس مال سابان، فإن إسهاماته في دعم الجمهوريين أكبر، حيث أنه أنفق 100 مليون دولار على دعم مرشح الرئاسة الجمهوري السابق ميت رومني.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى