سواليف
تمكن فريق طبي أردني متخصص في مجال قسطرة شرايين الدماغ وجراحة الأوعية الدموية العصبية، من ابتكار طريقة علاج جديدة وفعالة للتشوهات الخلقية في الشرايين والأوردة الدماغية والوجه ، حيث وصفت المجلة الطبية الأمريكية طريقة العلاج بالتقنية الحديثة والفريدة الاولى من نوعها على مستوى العالم “وهي مجلة ذات تصنيف عالمي محكم ومرموق بهذا المجال”.
وحول تفاصيل الإنجاز الفريد ، قالت إدارة مستشفى الملك المؤسس عبدالله الأول عبر حسابها على موقع فيس بوك، إن هذا يعتبر انجاز طبي عالمي يسجل للأردن والمنطقة لأول مرة في جراحة وقسطرة الدماغ بحسب تصنيف كبرى المجلات الطبية الامريكية
(American Journal of Craniofacial Surgery –Lippincott Williams and Wilkins Ltd).
وتمت العملية بإشراف الأستاذ المشارك في كلية الطب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية استشاري قسطرة الدماغ والعمود الفقري في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتور خالد زايد علاونة ، والدكتور بشار ابو زايد أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب.
حيث تم إجراء عملية نوعية في قسطرة وجراحة الدماغ والاعصاب كإنجاز طبي أردني يعتبر الاول من نوعه على مستوى العالم وذلك من خلال ابتكار تقنية طبية جديدة باستخدام القسطرة وجراحة الدماغ لعلاج التشوهات الخلقية للأوعية الدموية الدماغية والوجه , والعملية لمريضة عشرينية كانت تعاني ولفترة طويلة من الآم حادة في الرأس وانتفاخ نابض في الجبهة اثر التشوه الوعائي والشعور بالدوار وعدم الاتزان بحسب ما تحدثت به الاستاذ المشارك في كلية الطب رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الدكتورة لقاء الرفيع .
وبعد متابعة حثيثة من الدكتور العلاونة والدكتور بشار ابو زايد تم التوصل الى تقنية حديثة ابتكرها الفريق الطبي المعالج لهذه الحالة وبشكل نهائي .
وأفاد الدكتور العلاونة بأن التقنية الحديثة امتازت بتوفير الوقت في كلتا العمليتين (القسطرة والجراحة ) اذ ان وقت العمليتين معاً لم يتجاوز(6) ساعات بينما كانت تستمر لأكثر من (8) ساعات لكل عملية منفردة ، ونتج عن التقنية توفير المواد المستخدمة في العلاج وبالتالي انخفاض تكلفة العلاج .
وتمثلت التقنية بقطع الأمداد الدموي الشرياني عن جسم التشوه الدموي (الذي يتزود من شبكة كبيرة من شرايين العينين والوجه وهي من الشرايين السباتيه الداخلية والخارجية) بالقسطرة العلاجية وباستخدام مواد خاصة لهذه الغاية واطلق عليها لأول مرة عالمياً تقنية قطع الامداد الدموي (Devascularization Technique) وبعدها تم ازالة التشوه بالجراحة نهائياً دون حدوث اي مضاعفات.
وأكد استشاري أمراض الأعصاب رئيس قسم العلوم العصبية الدكتور مجدي القواسمة ان المريضة تخلصت نهائيا من الأعراض التي كانت تعاني منها قبل العملية وهذا ما اثبتته صور الاشعة والقسطرات الدماغية باختفاء التشوه الدموي بشكل تام .
وبعد اعتماد هذه التقنية الحديثة من قبل المجلة الامريكية تم اجراء عمليات اخرى باستخدام التقنية لمريضين عانا من تشوهات خلقية معقدة في شرايين وأوردة الدماغ :-
الحالة الأولى
لشاب عمره 17 سنة تعتبر الأخطر في العالم لتشوه شرياني وريدي داخل المنطقة الخلفية للدماغ (Corpus Callosum and vein of Galen AVM) , وظل يعاني لأكثر من 9) ) سنوات دون اي حل له.
والحالة الثانية
لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات يعاني من تشوه شرياني وريدي في المنطقة الأمامية من الدماغ وعودة التشوه بعد إجراء قسطره دماغية تقليدية من دون جراحة .
حيث تم إجراء العملية لكلتا الحالتين بحرفية عالية والتخلص من الاعراض والتشوه نهائياً و الشفاء التام للمرضى .
والجدير بالذكر بان استخدام هذه التقنية قد حقق نتائج مبهرة في سلامة المرضى والتخلص نهائياً من التشوه دون عودته مجددا وانتهاء أعراض المرض مقارنة بالعلاج التقليدي سواء بإغلاق التشوه بالقسطرة التداخلية الدماغية لوحدها ( الشريانية او الوريدية ) او الجاما نايف والذي من الممكن عودة التشوه مرة اخرى وعدم التخلص من الأعراض وعدم فعاليتها في بعض التشوهات الدموية الخطرة .
وكشف الدكتور العلاونة عن تقنيات أخرى وابتكارات عالمية في مجال قسطرات الدماغ وجراحته سيتم الإعلان عنها في الأشهر القليلة القادمة والتي تنتظر الموافقات من المجلات الطبية العالمية المتخصصة في هذا المجال لاعتمادها عالميا كإنجازات طبية أردنية على مستوى عالمي وفريدة من نوعها تسهم في علاج الحالات المستعصية في الأورام والتشوهات الدموية العصبية .