سواليف
وجّه منظر ما يُعرف بـ”التيار السلفي الجهادي” عصام البرقاوي ” أبو محمد المقدسي “، رسائل نصح إلى تنظيم الدولة، آملا أن تجد من يتجاوب معها من قيادات التنظيم.
” المقدسي “، الذي مهّد لنصائحه عبر تعليقه على مقال “أبو ميسرة الشامي”، الذي يُعتقد بأنه نفسه “أبو محمد العدناني”، والذي عنونه بـ”طمس الرموز”، حيث كفّر وفسّق خلاله أبرز رموز التيار الجهادي، مثل أيمن الظواهري، و”أبو مصعب السوري”.
المقدسي قال إنه “لوكان للعقلاء في جماعة الدولة سلطان وتأثير، لما سُمح لأمثال أبي ميسرة الشامي بالتصدر والتحدث؛ لأن تكفيره وإفساده كالعدناني، إن لم يكونا شخصا واحدا”.
وتابع: “تكفير وتدمير كل رمز يخرج عن خط الدولة أو تخالفه أو يخالفها، هو من جنس قتلها من يخالفها، وتكفير من يقاتلها، وإطفاء الرموز لوثة أمنية يمارسونها داخليا”.
وتساءل المقدسي عن مكان وجود “تركي البنعلي، وسعد الحنيطي، وعمر مهدي زيدان، وأبو سمير الأردني”، مضيفا: “جميعهم استخدموا بمرحلة ثم أطفئوا؛ فهم يخشون بروز رموز وانشقاقها”.
وأضاف: “لوثة تكفير الإخوان نبتة وجدت سابقا عند بعض من انضم إليهم لاحقا من إربد (عمر مهدي والشيخ الطحاوي) ونحن أطفأناها في مهدها، وها هم أحيوها لهم من جديد”.
المقدسي قال إن “أبا ميسرة وغيره لا يستوعبون الدعوة لمراعاة العوام ومعرفة مذاهبهم ودراسة المذهب السائد، لكي لا يصادم الناس، فهذا لاشك من الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا”.
وأكمل قائلا: “لا يستوعبون سياسة استيعاب الصوفية والأشاعرة والماتوريدية وأشباههم في جهاد الدفع، ويعدون ذلك انحرافا منهجيا يعيّر به صاحبه، ويوجب طمسه وإسقاطه”.
وخلص المقدسي إلا أن “أبا ميسرة الشامي رأس في الغلو، كالعدناني، ومن السفه إبقاؤه ناطقا لجماعة يتبرأ بعض شرعييها من هذا الضلال، فالبراءة منه ومن غلوه وسفهه واجب شرعي”.
المقدسي، وعبر نصائح إلى تنظيم الدولة، قال: “الابن الذي يُنشّأ على أذى جيرانه وأقاربه، عندما يكبر سيعق والديه، تذكروا من قتلتموهم حين كفروكم لعدم تكفير العاذر”.
وأضاف: “دعوا سياسة التعامل مع الجماعات من عل، واتركوا الخطاب الاستعدائي الذي لا ترون فيه غير جماعتكم، واكتموا صوت من يكفر بغير مبرر”.
وأردف قائلا: “حان الوقت لتتركوا السياسة الإعلامية التي تقوم على الترهيب دون ترغيب، ومخاطبة الناس بما لا تدركه عقولهم، واستبدالها بالخطاب الشرعي المتزن الذي يؤلف”.
وواصل نصائحه، قائلا: “حان الوقت لترك العقلية الأمنية المتجبرة التي تعاملون بها غيركم، بل وأتباعكم، والتي أفقدتكم الحكمة في موازنة المصالح والمفاسد، وغيبت، بل قمعت الناصحين”.
وبحسب “المقدسي”، فإن تنظيم الدولة يضم شرعيين لا يرضون بأفعال التنظيم، مضيفا: “فيكم شرعيون ناصحون لا ترضيهم أخطاؤكم، ولا يرضون عن انحرافاتكم؛ لا تخنقوا أصواتهم وتغيبوها؛ لتقدموا من الشرعيين من صار يرقع لكم كحال علماء السلاطين”.
وتابع: “كونوا جادين في مكافحة تفشي الغلو بينكم وانتشار مذهب الحازمي في أتباعكم، فلا تكفي دعوى تبرئكم منه، خصوصا وأنتم تحاربون وتطمسون من يخالفكم الاجتهاد”.
وحول أنصار تنظيم الدولة، طالب “المقدسي” من التنظيم أن يعالج أتباعه من “الاستهتار بالدماء، وقلة التربية، وسوء الأخلاق، والتطاول على رموز الأمة، وغياب أدب الخلاف، وضعف الوعي الشرعي والسياسي بسيرة النبي”.
يشار إلى أن “المقدسي” انتقد تنظيم الدولة على مدار العامين الماضيين، إلا أنه ذهب في الآونة الأخيرة للتحذير بشدّة من خطر مشاريع بعض الفصائل السورية، قائلا إنها “أخطر من غلو جماعة الدولة”، وذلك في إشارة إلى الفصائل المدعومة من أمريكا، وتركيا، وفق قوله.
(المصدر: عربي21)