في اقتصاديات الجائحة

في اقتصاديات الجائحة
د. عبدالله البركات

مثل ما ازداد فقر الفقراء بشكل كبير بسبب الجائحة فقد ازداد غنى الاغنياء ؛ وذلك لما ترتب على الجائحة من بقاء الناس في البيوت وتأجيل كثير من الخطط كتبديل بعض الاثاث او التوسع في البناء وحتى صيانة بعضه لعدم توفر المهنيين دائما. وبسبب التعليم عن بعد تقلصت النفقات لكثير من متطلبات التعليم بسبب تخفيض رسوم المدارس الخاصة وتراجعت الحاجة الى بعض القرطاسيات واجور باصات الطلاب. كما ألغيت خطط الاغنياء في السفر السياحي الداخلي والخارجي وقلت الحاجة لاستعمال السيارة العائلية. كما قلت الحاجة الى شراء الملابس بل وحتى الى غسلها وكيها. كما رتبت الاجراءات الاحترازية اعفاء الناس من المشاركة بالمناسبات وما يترتب على ذاك من الانفاق على الهدايا؛ كما تم تراجع نفقات الاعراس الى ادنى حد بل ان خطط الزواج في كثير من الأحيان تأجلت. ونفس الامر حدث في مناسبات العزاء المكلفة. كما تراجع شراء الاشجار وزراعتها. كل ذلك انعكس وفراً على من كان يقوم به روتينيا.
بل ان زيارة الطبيب والمستشفى المكلفة تراجعت للحد الادنى الذي لا بد منه سواء بالتنازل عن الزيارات التَرَفيةِ او تجنباً لما تمثله المستشفيات من بؤر العدوى. كما ان الخوف من تفاقم الاوضاع دفع باتجاه الحرص على الادخار.
ومنعت الجائحة المغتربين من العودة الا المضطر لها وهذا وفر كثيرا من نفقات السفر واستأجار السيارات السياحية والبيوت والشقق السياحية.
إن هذا الوفر يجب ان يخصص جزء منه لدعم الاقل حظاً والذين تراجعت دخولهم الى حد الفقر والحاجة الى الضروريات. أن الرغبة في الانفاق اصيلة في الانسان. وهو يفضّل توجيهها الى حاجاته ورفاهيته. وبسبب ما ذكرت من تراجع تلك الحاجات فمن الخير ان يصرفها الى من هم بحاجة لها. وقد حدد الله تعالى اوجه انفاقها بقوله:
{إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}.التوبة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى