المغدورة فرس حاتم

المغدورة #فرس #حاتم / #يوسف #غيشان

ما زلت عاجزا عن تخيّل تلك النظرة الحزينة والمعاتبة التي نظرتها فرس حاتم الطائي إلى حضرة جنابه، بينما كان الأخ يقوم بذبحها لغايات اطعام ضيوفه غير الجائعين، إنما لينتشر اسمه بين القبائل، وهو ذات حاتم الطائي الذي وزع إبل عشيرته على المارة لغايات الدعاية غير الانتخابية.
كان العمل الجاد والوحيد الذي يقوم به حاتم بيك هو تحويل الأوكسجين الى ثاني اوكسيد الكربون، وهو سارح مع البعارين بمهنة راعي . حتى هذا العمل لم يتقنه ووزع إبل عشيرته على المارين، كما اسلفت.
كل ذلك من أجل الحصول على ملايين اللايكات من العربان على مدى العصور، وما يزال شلال اللايكات شغالا بعد أن تم اتهام حاتم بالكرم الشديد الذي صار يسمى بالكرم الحاتمي …. وراحت على عشيرته بني طي الذين خسروا إبلهم من اجل سمعة راعيهم البالستية العابرة للأزمان.
أعود الى صديقته وحبيبته الفرس …. ماذا يمكن أن نشرح لها من مبررات، وكيف يمكن أن ندافع عن زلمتنا أمام نظراتها المعاتبة الحزينة، التي لم تستطع استيعاب أن يقتلها صاحبها ليطعم جماعة من “الفسقانين” المارين من هناك، وقد نسي وتناسى تاريخا من العشق والحب والمودة بينهما.
هل ودعها حاتم بيك بنظرة آسفة؟؟؟ هل ربت على عنقها بحزن وتعاطف معها قبل أن يغرز السكين؟؟؟؟
بالتأكيد لا، فقد خشي أن يرى الضيوف أي نظرة تردد أو ضعف عليه فيعيبونه بها، فلا شك أنه تقدم منها بكل جسارة، وبنظرة جامدة صارمة، وغرس ثم حز السكين في العنق الجميل. ثم سلخها وأشعل النار وانشغل بشواء اللحم – لحمها-للضيوف.

  • خذلك قطعة من الكتف …. هاي ممتازة يا أخا العرب.
  • تذوق يا أخا العرب …. لحمها طري و(جوسي).
    لم يأبه حاتم الطائي ، لرأس الفرس- القابع أمامه- الذي انفصل عن جسدها ، وهو يحمل ذات نظرة العتاب الحزينة التي نظرتها الفرس قبل وفاتها بدقائق الى أكرم العرب .
    هذا هو كرمنا العربي الأصيل الذي قد يدفعنا لنضحي بأموال الآخرين وأراضي الآخرين وحقوق الآخرين، من أجل ابتسامة عوجاء من فم صهيوني جقماء.
    ghishan@gmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى