المعلمون..لماذا اسبوع التضامن مع النشميات والكرك رمزا؟

المعلمون..لماذا اسبوع التضامن مع النشميات والكرك رمزا؟
ا.د حسين محادين

كمحلل سياسي في شؤون الوطن العامة؛ لاسيما بنية ونتائج الاعتصامات السلمية وفي الذروة منها انطلاق الربيع الاردني منذ2011؛ وكجزء من اختصاصي العلمي في دراسة الحِركات الاجتماعية السياسية الجمعية؛ والمشاكسة للواقع الاقتصادي والاستعصاء السياسي الرسمي الراكد اردنيا منذ مجيء د.الرزاز كولادة قيصرية بالمعنى السياسي وتحديدا؛ إذ جاءت كاستثناء ضاغط وباجتهادي التحليلي قبيل مغادرة جلالة الملك الى زيارته/اجازته الطويلة الى امريكا الشهيرة ومصاحباتها الداخلية المضطربة حينها.
– يبدو ان حكومة د. الرزاز قد بدأت بدفع ثمن هذه الولادة الغربية عن مسيرة وظروف ولادات الحكومات الاردنية الاخرى وبغض النظر عن انجازاتها للأسف .

– اقول؛ لقد توقفتُ فكرا وتشخيصاً بالتأمل والتحليل عند عدد من الدلالات التي اختارها وبذكاء لافت؛ العقل النقابي/ ألسياسي القائد لنقابة المعلمين -دون مجاملة او رياء- استنادا الى معرفته العميقة كعقل تقدم على قرارات وكيفية ادارة حكومة الرزاز لازمة هذا الاضراب. فاختارت نقابة المعلمين الكرك وجنوب الوطن مع الاحترام للجميع- لانهما مستودع المغالبة السياسية وطنيا ماضيا وفي الحاضر؛ وانهما جزء طليعي من تاريخ الشهادة والحِراكات المطلبية التي غالبا ما تتحول مع الوقت الى وقائع سياسية شعبية؛ اسقطت العديد من الحكومات منذ قبيل تسعنيات القرن الماضي؛حكومات كل من ” زيدالرفاعي،
الكباريتي، د عدنان بدران ،المُلقي؛ عبر الزحوف القادمة من كل محافظات الوطن ” ويبدو ان حكومة الرزاز قد اصبحت بعد أصرار المعلمين على 50% واخفاقها في التوافق مع المعلمين للآن؛ على بوابة احتمالات اصعب كثيرا من ظروف سقوط سابقاتها.

-خلال ثلاثة اسابيع .ودخول اضراب المعلمين الاسبوع الرابع المفتوح على بوابة احتمالات؛ وكتعبير عن دهاء وعمق تمكن المُوجهِين لإضراب المعلمين من توظيف للارث التاريخي الوطني عموما؛ خصوصا في ظل التحديات الوطنية التي تحتاج كسب الجماهير للضغط على الحكومات مطلبيا وسياسيا؛ فقد أشرت هنا على عدد من الملاحظات الذكية لخيارات نقابة المعلمين وقدرتها على الاستمرار مقابل موقعية وتيبس العقل الحكومي في ادارة الازمة الوطنية، وفقا لعدد من المؤشرات حيث تجلت في ما هو آتِ:-
1-اول مسيرة ناجحة ومنظمة بدقة؛ توقيتا ومسيِر جماعي منضبط؛ وشعارات مطلبية فقط ؛ إذ افُتتحت المسيرة بخطاب جماهيري بليغ؛ ورمزي مُلهِم للمعلمين القادمين من مناطق عديدة من المملكة؛ انطلاقا من ضاحية المرج للمشاركين فيها من قِبل المهندس والخطيب في العديد من المساجد المهندس محمد اخ النقيب الراحل د.الحجايا في مدينة الكرك بعد خميس الصِدام الاسبق منه بعمان “الدوار الرابع” وكانت مسيرة الكرك يوم الاحد في الاسبوع الثاني لذلك للصِدام القاس؛ والذي اظهر وضخم في النتيجة شعور المعلمين بعدم احترامهم من قِبل الحكومة منذ حينها؛ أذ بقي اصرار معلمينا الافاضل على طلب اعتذار الحكومة لهم؛ حيث استخدمتها النقابة وبذكاء ورقة ضغط وجداني شعبي في إحراج الحكومة اثناء تفاوضهما احيانا.

2-محاولة الحكومة كسر اضراب المعلمات في منشية ابو حمور الكرك؛ وهذه الحادثة الوحيدة التي استهدفت المعلمات بصورة استفزت الحس الشعبي نقابيا وعشائريا معا؛ وقد شاهدنا الردود الشعبية القوية على هذا الاستفزاز عبر والتضامن مع معلماتنا في المسيرة الكبيرة الثانية انطلاقا من امام قصر العدل في الكرك بعد اطلاق سراح المعلمات اللواتي تم ايقافهن ونحو مدرسة بنات واهل المنشية الاعزاء كركيا ووطنيا في آن.

3- إن اطلاق نقابة المعلمين اسم اسبوع التضامن مع “نشميات الوطن” يوم أمس؛انما يُعبر علميا هذا الشعار عن توظيف ناضج ل “العِرض،والحق في الدفاع عن الفكرة الجامعةللمعلمين والاهلين معا” ويدل في الوقت ذاته على حجم الذكاء السياسي المتقدم لعقل النقابة في جعله برنامج عمل متقد للاسبوع الرابع للاضراب؛كما انه ود استثمارا واضحاً لاستمرار اخفاق الحكومة واذرعها المختلفة لتقليل حجم المؤيدين لمطالب المعلمين بما في ذلك اهالي الطلاب والطالبات على العموم حتى تاريخه كما ارى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى