
بينما تُطبق دولة الاحتلال حصارها على قطاع #غزة للشهر الثالث على التوالي، يقرصُ #الجوع بطون صغارها وكبارها، دافعا بمئات آلاف الأشخاص إلى حافة الهلاك جراء تعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة جراء سوء التغذية.
وقد زاد الوضع الإنساني في غزة سوءا، بعد إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة #الأمم_المتحدة لغوث وتشغيل #اللاجئين الفلسطينيين ” #الأونروا ” نفاذ #مخزونات_الدقيق، ليدخل القطاع مرحلة شديدة الخطورة بعد أن شح الدقيق من الأسواق وارتفعت أسعاره لأكثر من 500 دولار للكيس الواحد ذو الوزن (25 كيلو).
ودفع هذا الوضع بأهالي القطاع للبحث عن بدائل يسدون بها جوع أطفالهم، فكان خيارهم #طحن_المعكرونة، وتحويلها لدقيق بعد هرسها حيث تتحول إلى مادة أشبه بالبودرة.
مراسل “قدس برس” سأل نساء القطاع عن كيفية إعداد الخبز من المعكرونة، فقالت له السيدة أم رامي البشتلي، نأتي بالمعكرونة ثم نضعها بالمطحنة اليدوية أو الحجرية، أو في الخلاط حال توفر مصدر كهربائي، أو في مطاحن البهارات، ونبقيها حتى تصبح ناعمة مثل #الطحين.
وتابعت حديثها، نقوم بخلط كميات صغيرة منها مع الطحين إن توفر، وفي حال عدم توفره نقوم بعجنها حتى تتماسك، ونضيف عليها الخميرة والملح والماء الفاتر، ويفضل عند خبزها أن يكون على الصاج لأنه قشرته تكون قاسية وبالتالي يصبح بعد ساعات من خبزه قاسيا ويصعب هضمه.
وبالنسبة لمذاقه تقول أم رامي البشتلي لـ”قدس برس”، ليس مهما مذاق الخبز أو قوامه إذ ما كان يختلف عن خبز الدقيق، هو أقرب للبسكويت ولا يشبع، ولكن الأهم لنا أن نجد ما نطعم به أطفالنا بعد أن أنهكهم الجوع، وباتوا غير قادرين حتى على الوقوف أو التركيز.
ليس المعكرونة فحسب، لجأ أهالي القطاع إلى طرق أخرى منها طحن #العدس و #علف_الحيوانات، حيث يتم طحنها بذات الطريقة التي يتم بها إعداد المعكرونة.
وتنتشر مطاحن العدس وعلف الحيوانات في أسواق القطاع، حيث يصطف المئات من أهالي القطاع يوميا أمامها لطحن وهرس ما يأتون به لتحويله لدقيق.
ودفعت أزمة الجوع أهالي القطاع إلى اختصار الطعام لوجبة واحدة يوميا، واقتصار الطعام على رغيفين خبز لكل فرد، ليتسنى لهم إدارة هذه الأزمة بعد أن نفذت 90 بالمئة من أصناف الطعام ومنها الطحين الذي تضاعف سعره ليصل سعر الكيلو الواحد لأكثر من 16 دولارا.
وفي هذا السياق، حذّرت منظمة الصحة العالمية (التابعة للأمم المتحدة، ومقرها جنيف) من التدهور الخطير في الأوضاع الصحية بقطاع غزة، في ظل الحصار الخانق المستمر منذ نحو تسعة أسابيع.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس: “الوضع الصحي في غزة كارثي، ونحن قريبون جدًا من الهاوية”، مشيرة إلى أن “المخاطر الصحية التي يواجهها السكان تتفاقم يوما بعد يوم، نتيجة نقص الإمدادات الأساسية”.
ومنذ قرابة تسعة أسابيع، تمنع سلطات الاحتلال إدخال أي إمدادات إلى قطاع غزة، ما أجبر المخابز والمطابخ المجتمعية والجمعيات الخيرية على إغلاق أبوابها. كما أعلنت المنظمات الدولية العاملة في القطاع عن نفاد مستودعاتها من المستلزمات الغذائية، بما فيها حليب الأطفال.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، عدوانها على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.



