المطبّات الخاصة…
جمال الدويري
بتكون ماشي بسيارتك، بأمان الله، وعلى مهلك، وملتزم بكل القوانين والمحددات المرورية، وتتوقع طبعا بأية لحظة، ان يعترضك مطبّ رسميّ منغّص قليل خواص، لم يشار إليه ولم يمكن حدس وجوده، ولكنك قد تعودت، وأصبحت اكثر حساسية من ميزان الحرارة الليزري، ولكن…ماذا عن مطبّات ارتأى صاحب بيت قريب من الشارع شخصيا، وضعها دون اختصاص ومشروعية، ولا احتراف او مهنية، يعني صحي الصبح معكر المزاج، ربما من أم العيال، فرغب بتعكير مزاج كل مستخدمي #الشارع، فاتصل بحسنين حارس العمارة: تعال بسرعة، وجيبلي معك كيس شميمته وشوية رمل.
وحسنين لا يكذب خبر، فهو مطيع لا يرفس النعمة، وقد جاءه الرزق من حيث لا يدري.
يأتي حسنين وربما معه محمدين زميله الحارس المجاور، لأنه الخير كتير وبكفي اتنين، ويتلقى الأمر من صاحب العقار: حطلي #مطب عكيف كيفك هون، آه…هون قدام البيت،
طبعا، حسنين ومحمدين، ليسا بمهندسين، وليس لديهما أدنى خبرة أو دراية، ولا هناك تصريح رسمي بذلك، ولكن النعمة لا تُرفس، حاضر يا باشا، يغلقان الشارع، ويشرعان بالعمل، ونص ساعة زمن، وإذا بالمطب المطلوب، يقف شامخا يقول بملء فيه: الزلمة فيكو يباطحني.
بالغالب…تكون هذه #المطبات #الشخصية، رفيعة الأجسام دقيقة القوام، ربما لا ترى بالعين المجردة، ولكنها مسحورة خبيثة مؤذية، تفعط بوجه السيارة مثى فخاخ العصافير، بلا رحمة او شفقة، وبلا سابق إنذار، تنط السيارة، وينط الركاب والأمعاء من أخمص القدم وحتى الفص المخيخي الصغير،
الأطفال يصرخون، والمدام: على مهلك يا زلمه…مالك مبطّل تشوف، أو العكس إن كانت المدام من تقود المركبة، المهم، أن عجينة هوشة عائلية مرتبة، قد اختمرت، مع خلخلة عميقة قوية في مفاصل السيارة، بطنها ورفرافها ومصارينها الدقيقة والغليظة.
يا أمانة عمان الموقرة…
سياراتكم تجوب عمان وتصرف الكثير من الوقود غالي الثمن، ومن ضرائب المواطن وقوت عياله، ولا بد أن ظاهرة المطبات الخاصة، قد وصلت الى مدارككم ووعيكم، وأنتم من يعرف عدم قانونيتها وضررها على العامة وممتلكاتهم، فلماذا هذا الصمت المطبق على ممنوعٍ من اختصاصكم؟ ولماذا لا تُزال هذه الممنوعات والتعديات على القانون والسلامة المرورية التي تشوه وتؤذي وتتمادى على حدود المقبول؟
تماما مثل أفراخ الشيطان، وقهاوي الشوارع التي تحتل الشوارع وتعطل المرور، تنتشر المطبات الخاصة في شوارع وحواري عمان، بظاهرة تهدد صحة المركبات والركاب، وتطال بشكل ما، السلم المجتمعي المشروخ أصلا، بالفطبول، وأولوية المرور، والزوامير والتجحير، واعرف مع مين بتحكي…الخ.
