المشير حابس المجالي يرفض الاقتراح بمصافحة الإسرائيليين
موسى العدوان
مواقف الرجولة والوفاء، التي تبّناها معالي المشير حابس المجالي، نعجز عن الإلمام بها وسردها جميعا لكثرتها. من بين تلك المواقف ما كتبه الصحفي أحمد سلامه، على أحد المواقع الإخبارية قبل يومين، وكان شاهدا عليها، ما ألخصه تاليا :
في أواسط شهر أكتوبر 1994، قام ولي العهد آنذاك سمو الأمير حسن، بتوجيه من جلالة الملك الحسين، بزيارة حابس باشا في منزله في غور الصافي، يرافقه المستشار محمد السقاف، ومشيل حمارنه، والصحفي هاني البدري، والصحفي أحمد سلامه.
كان القصد من تلك الزيارة، أن يعرف جلالته من خلال سمو الأمير الحسن، رأي المشير حابس المجالي، في الاقتراح الإسرائيلي الذي قدمه إسحق رابين، وذلك ” بأن يتصافح العسكريون الذين صنعوا الحروب، ليصنعوا السلام في احتفال وادي عربة “.
وبعد وصول سموه ومرافقوه إلى منزل الباشا البسيط في غور الصافي، وجرى الترحيب بهم من قبل معاليه، عرض سموه الرسالة التي حملها من جلالته على الباشا بأسلوب لطيف. وعند سماعه لفحوى الرسالة، تململ الباشا في كنبته وأجاب بلهجته المحببة وبكل حزم واحترام :
” يا سمو الأمير . . أنت تعرف أن سيدنا يأمرنا فنطيع . . لكن شو بدّو يقول حابس لإخوانه، اللي استشهدوا على ذراعيه في باب الواد ؟ هل أقول لهم حطيت إيدي بِ إيد من قتلكم ؟ والله أنها صعبة عليّ يا سيدي . . ! “.
ولم يلحّ سموه في طلبه . . ولكن حابس اتصل هاتفيا بجلالة الملك، الذي كان حينها متواجدا في العقبة، فجاء صوت الباشا هادرا : مولاي . . . وضحكا معا، واتفقا على الصيغة التي تحفظ للشهداء طهارتهم، وتفي للسياسة استحقاقاتها . . !
- * *
التعليق :
هكذا هم الرجال الأوفياء للقادة والوطن، الذين نفتقدهم ونكرّمهم في ذكرى وفاتهم . . الملك حسين لم يستفرد بالقرار وهو القادر على ذلك، بل استشار ناصحه الأمين . . والناصح يجيب ملكيه بما يحفظ للوطن عزته، وللشهداء طهرهم، وللعسكر أمانتهم ووفائهم، لتُسجل أفعالهم في سفر التاريخ بأحرف من نور. ولهذا سكن معالي المشير حابس المجالي في قلوب الأردنيين، فأحبهم حيا وأحبوه حيا وميتا . . !
رحم الله معالي المشير حابس المجالي وجميع الشهداء والمتوفين من رجالات الأردن، وأمدّ الله في عمر سمو الأمير الحسن، الذي خدم الأردن بأمانة، في خططه الاقتصادية الثلاثية والخمسية، وفي مجالات أخرى عديدة، لما يزيد عن 34 عاما.
التاريخ : 26 / 4 / 2021