المشهد السوري بادارة روسية تركية؟!

المشهد السوري بادارة روسية تركية؟!
د.محمد جميعان

جرى في روسيا يوم الخميس الماضي اتفاق تركي روسي يمنع المواجهة بينهما ، وذلك عبر محادثات سريعة لم تتجاوز اربعة ساعات نتج عنها اتفاق غامض البنود بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اوردغان، شمل وقف اطلاق النار ، واشارات بايجاد حل سياسي ونهائي للازمة السورية بما فيها عودة اللاجئين السوريين..

لقد كان لافتا، سرعة توجه الرئيس التركي اوردغان الى روسيا لعقد هذه المحادثات، مما اعطى انطباعا منذ البداية ان تعهدات روسية بانجاح المحادثات والخروج بحلول ترضي الاتراك ، وهناك من ذهب ابعد من ذلك بان اتفاقا جاهزا جرى اعداده مسبقا يضمن توافقا بينهما ، وقبولا لدى اطراف الصراع المتواجدين على الساحة السورية ، وما توجه اوردغان على هذا النحو الا مسالة برتوكولية لتوشيح الاتفاق في احتفالية تجمع الرئيسين امام العالم.

في مقال سبق هذا الاتفاق باربعة ايام ، ونشر على موقع “عمون الاخبارية “، وذلك حين احتدت المواجهات على الارض السورية ، كتبت بعنوان “احتمالية المواجهة التركية الروسية والحل النهائي..”
واوردت فيه مفصلا خلفية الدولتين التي تمنع المواجهة وتجمع المصالح بينهما بالعموم لا ارى ان هناك مواجهة محتملة بين تركيا وروسيا في الشمال السوري، لاعتبارات تتعلق بطبيعة السياسات الخارجية وطموح كلا الدولتين التي تكاد تطابق على نحو لافت :

مقالات ذات صلة

الاولى: ان كلا الدولتين تسعى الى اعادة العظمة وامجاد قديمة، فالروس يسعون الى اعادة بناء عظمة وامجاد الاتحاد السوفييتي، والاتراك يسعون الى اعادة بناء عظمة وامجاد الدولة العثمانية…
ومن يسعى الى بناء الامجاد لن يدخل في مواجهات دامية كبرى قد تطيح بهذه الاحلام.

والثانية: ان كلا الدولتين تسعى الى نمو متعاظم وبناء اقتصاد كبير يسمح لهما تحقيق منعة وقوة تعيد لهما هذه الامجاد ..
ومن يسعى لبناء اقتصادي على هذا النحو لن يدخل في مواجهة عسكرية دامية تجعله يتكبد خسائر وتعيده الى الوراء..

من هنا فان ما يجري في الشمال السوري، ما هو الا مناورات بالذخيرة الحية بالحد الادنى من المواجهة والخسائر ، لتحقيق مكاسب اقتصادية ومقاسمة للكعكة السورية المنتظرة فيما بينهما، وكلا يدعم حلفائه واصدقائه في تلك القسمة..

بلا شك انه امر محزن، ومثير للقلق، ان تقرر روسيا وتركيا ، وتنسيق بلا شك ايضا مع حلفائهما، من ايران الى الامريكان وما بينهما من التابعين المتواجدين على الساحة السورية ، ، هؤلاء هم يقرر الان مصير سوريا العربية وما آلت اليه احوالها بعيدا عن الامة و والعرب واقطارها وانظمتها وحتى نبض شعوبها واولهم السوريين انفسهم وطنا وشعبا وحتى نظاما..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى