سواليف – هناك قاسم مشترك يجمع بين أنظمة “كورتانا” التابعة لميكروسوفت، و”آليكسا” التابعة لأمازون، و”أسيستانت” التابعة لغوغل، بمعنى أن كل نظام من أنظمة الذكاء الصناعي مبرمج بحيث يتحدث باسمه صوت نسائي.
وفيما عدا شركة آبل ، التي أضافت إمكانية اختيار صوت رجالي لنظامها المعروف باسم “سيري”، فإن كافة شركات التكنولوجيا في السوق تتحدث بصوت نسائي.
وعلى الرغم من أن البعض يعتبر هذا التوجه عملاً من أعمال التمييز على أساس الجنس، فقد كشفت دراستان أن كلاً من الرجال والنساء قد فضلا الأصوات النسائية – التي تبين أنها “أكثر دفئاً” و”فهماً”، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
التمييز على أساس الجنس
ومن المعروف أن المساعدين الافتراضيين ليس لهم جنس محدد، وعلى الرغم من أن صانعيهم قد أضفوا عليهم أسماء توحي بغير ذلك، فإن لأسمائهم رنيناً أنثوياً أكثر من كونه ذكورياً، ولذا يوجه كثير من المستهلكين لشركات التكنولوجيا تهمة التمييز على أساس الجنس في ذلك المجال.
ومع ذلك، فإن صحيفة “وول ستريت جورنال” قد استعرضت مؤخراً دراستين تحققان في هذه المزاعم، وتبين لكلتاهما أن الرجال و النساء يرون أن الأصوات النسائية تعتبر أكثر “ترحيباً وفهماً”.
هن أكثر دفئاً
أجرى الدراسة الأولى، كارل ماكدورمان، وهو أستاذ بجامعة “إنديانا”، قام بتصميم تجربة مع بعض زملائه، جمعت بين 485 مشاركاً، منهم 151 من الرجال، و334 من النساء، حيث استمعوا إلى أصوات مختلطة من ذكور وإناث.
وبعد تجربة الاستماع، ذكرت المجموعتان أن الأصوات النسائية بدت “أكثر دفئاً”. وبعد مزيد من الاختبار، اكتشف ماكدورمان أيضاً أن السيدات أبدين تفضيلاً ضمنياً أقوى للصوت النسائي، وفقاً لما ذكرته جوانا ستيرن، من “وول ستريت جورنال”، أما الرجال فلم يكن لديهم تفضيل ضمني لأصوات أي من الذكور أو الإناث.
الذكور للتعليم
وتأتي الدراسة الثانية من باحثين في جامعة “ستانفورد”، وتوصلت إلى أن المستخدمين يفضلون أصوات الذكور، وبخاصة في حالة ما إذا استخدمت لتعليمهم عن أجهزة الكمبيوتر.
وكانت الأصوات النسائية، الصادرة من خلال الكمبيوتر ، مطلوبة فقط عندما يتعلق الأمر بإعطاء نصائح بشأن الحب والعلاقات.
وفي تصريح لـ”وول ستريت جورنال”، قال ماكدورمان، الذي ما زال يعمل على هذا النوع من الأبحاث، إن مصممي الجهاز يواجهون “مأزقاً أخلاقياً.. ربما لا ينبغي عليهم أن يعززوا الصور النمطية لكن عليهم تحديها أو أن يبقوا على الحياد حيالها”.
ونظام “سيري”، التابع لآبل، هو مساعد الصوت الوحيد الذي خرج من حفنة الذين يميلون للأصوات النسائية، والذي يتيح للمستخدمين أن يختاروا إذا ما كانوا يريدون التحدث مع صوت ذكر أو أنثى ، وأعلنت آبل عن هذه الميزة في تحديث للآيفون عام 2013.
الأكثر ذكاءً
ووفقاً لكليفورد ناس، وهو أستاذ في جامعة “ستانفورد” في الولايات المتحدة: “أظهرت الأبحاث أن مشجعي الآيفون قد يثقون في إجابات “سيري” بأصوات الذكور أكثر من تلك التي تأتي من نظرائهم من أصوات النساء”.
وقال ناس، الذي يدرس تفاعل المستخدمين مع التكنولوجيا: “تعتبر الأصوات النسائية، في المتوسط، أقل ذكاء من أصوات الذكور.
وأضاف: “إن أصوات الذكور أكثر أماناً بمعنى أنه إذا كان هناك صوت رجل، فهذا يعني أنك لن تخيب أمل الناس بقدر كبير”.