المرأة في المناهج التعليمية

المرأة في #المناهج_التعليمية
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
انقضى ذلك الوقت الذي كان النوع الاجتماعي غائبًا أو ضعيفًا أو متحيّزًا، حيث كانت #المرأة تقدم في أدوار هامشية جدّا، أو كدورها في المطبخ – وهذا ليس عيبًا بالتأكيد – ولكن العيب هو غياب الرجل عن أي عمل منزلي، وغياب المرأة عن أي عمل إنتاجي أو سياسي، أو رياضي أو اجتماعي! وعلى الرغم من أنّ الطالبات يشكلن أكثر من خمسين بالمائة من الطلبة، إلّا أن #الكتب_المدرسية كانت تخاطب الطلاب الذكور فقط!
ولقد شهد #التعليم تطورين مهمين:
الأول؛ ظهور المركز الوطني للمناهج بوصفه مؤسسة مستقلة عن ثقافة وزارة التربية، تمكّن المركز من بناء إطار عام للمناهج يحترم المرأة ويقدرها كونها إنسانا مستقلّا كاملا، ليس مضافًا إلى أحد. وانتهت لغة المرأة أخت الرجل، وزوجة الرجل، وأم الرجل، وأي صفة تظهرها مضافة إلى رجل مثل: هي الخالة والعمة وغير ذلك!
لقد حرص الإطار العام للمناهج – برغم عقبات تنكيدية – على تأكيد حقوق المرأة بوصفها مفهوما عابرا لكل المواد الدراسية ولكل الصفوف، كما ركز الإطار العام للمناهج على حقوق المرأة كونها إحدى القيم الجوهرية للمنهاج ، وأحد معايير تقويم المنهاج أيضًا. وكما تضمنت الأطر الخاصة بالمناهج على دور المرأة في التاريخ والحضارة والفكر والتربية الدينية، ورياضة المرأة والفن واللغات، حيث يجد الباحث دورًا قياديّا للمرأة في جميع الأطر بما فيها أطر الرياضيات والعلوم التي منعنا من التدخل فيها.
وكل ما نأمل، هو انعكاس ذلك في تأليف الكتب المدرسية، وأستطيع بوضوح أن أقول بأن كتب التربية الإسلامية قدمت المرأة بدور ومكانة لم تحظَ بمثلها في أي كتاب أردني سابق! فكتب التربية الإسلامية الصادرة حديثًا من المركز الوطني للمناهج خلت تمامًا من أي صورة أو شكل، أو دور أو مكانة سلبية للمرأة، وهذا خير ما يمكن أن يقدم للمرأة في عيدها!
والأمر الآخر، هو ما قامت به وزارة التربية عبر مشروع النوع الاجتماعي من بناء أدوات تحليل الكتب للكشف عن تحيزاته الجندرية. ومن تدريب لآلاف المعلمين والمعلمات على الحساسية والوعي الجندري برغم حملات التشكيك والتفكيك والاتهام بالانحلال، ومحاولات تدمير الأسرة، كما قامت بتدريب عدد من المؤلفين لكتبنا على اتخاذ مواقف إيجابية من المساواة والعدالة الجندرية.
هذان العاملان وفّرا كتبًا إيجابية حتى الآن، وأتمنى أن يستمر المركز الوطني للمناهج في حرصه؛ لأن بعض المتنفذين فيه لا يرى ضرورة لإدماج المفاهيم الجندرية، ولا غيرها في أي كتاب مدرسي!! بل عارض ذلك بشدة في مرحلة من العمل! ومن معجزاتنا أن بعضهم تم تكليفه برئاسة الفريق المشرف على النوع الاجتماعي.
المهم انتهى الوقت الذي كانت كتبنا تقول: أمي تعدّ الطعام في المطبخ، وأبي يعمل خارج البيت!
ولأني أعلم ما يجري، فإنني أنبّه من ردّةٍ في هذا المجال!
لا أعلن النصر، فهناك الكثير مما يجب أن نحرص عليه!!
ملاحظة:
كان المركز الوطني للمناهج مركزًا ومحورًا لدعم المرأة
وأقوى المؤسسات الداعمة
قبل سنتين!
هل نترحم على تلك الأيام!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى