
وسط ضجيج #الحرب ونيران #الحصار، تتسلّل بعض شاحنات #المساعدات إلى قطاع #غزة، محمّلة بفتات الاحتياجات لنحو مليونَي إنسان. وعلى الرغم من مشهد الشاحنات التي تُصفّ عند #معابر_الموت، فإنّ ما يصل لمن نجا من الإبادة لا يعادل عشرات الشاحنات، في حين يحتاج الغزيون إلى دخول متوازن وبكميات وفيرة للتعافي من #شبح_المجاعة.
وبحسب تقارير طبية محلية ودولية، فإنّ آلاف الأطفال الذين نجوا من المجاعة يعانون من أمراض سوء تغذية حاد، مع تضاعف حالات فقر الدم وضعف النمو، خصوصًا في شمال غزة. ووفقًا للهلال الأحمر، هناك مناطق لم يصلها الطعام منذ أشهر.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، قال إن “المجاعة ستنتهي عن قطاع غزة عندما تُفتح المعابر بشكل كامل أمام حركة المساعدات والبضائع، والدخول إلى قطاع غزة الذي يحتاج في اليوم الواحد إلى 600 شاحنة مساعدات، بالإضافة إلى مئة شاحنة تجارية من أجل إغراق الأسواق بالسلع المناسبة”.
وأضاف الثوابتة : “حتى هذه اللحظة يمنع #الاحتلال الإسرائيلي تدفّق #اللحوم الحمراء والبيضاء، و #الأسماك، و #البيض، والعديد من الأغذية الأساسية التي يجب توافرها للقول إن مرحلة التعافي من المجاعة قد بدأت”.
وأوضح أنه، وعلى الرغم من تحسّن مستوى الغذاء مقارنة بما كان عليه قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، فإن المعابر ما تزال مغلقة، وحركة البضائع والسلع الأساسية غير مستقرة ولا كافية.
وتابع: “نستطيع القول إن سياسة التجويع انخفضت نوعًا ما، إلا أن الجوع ما زال مستمرًا، كون الاحتلال يمنع دخول عشرات الأصناف من الأغذية المهمة للقطاع”.
وشدّد على أنه يمكن القول إن المجاعة انتهت من القطاع عندما تُفتح المعابر وتغرق الأسواق بما يحتاجه الإنسان الغزي من الأغذية والسلع المهمة والأطعمة المناسبة.
وأشار إلى أن هناك عشرات الحالات التي ما تزال تحت تأثير التجويع، ولم تستعد صحتها بعد، والخشية من مفارقتهم للحياة ما تزال قائمة.
من جهتها، أكدت خبيرة التغذية آية حسب الله أن “المجاعة ليست مجرد غياب الطعام، بل منظومة انهيار صحي وجسدي ونفسي”، مشيرة إلى أن دخول المساعدات بشكل محدود وغير منتظم لا يُخرج الناس من المجاعة، بل يعلّقهم على حافة الحياة فقط.
وقالت : “نحن بحاجة إلى تدفّق كبير، دائم، وممنهج من المساعدات والسلع الغذائية الأساسية حتى نتكلم عن انتهاء المجاعة”.
وأضافت: “حتى نبدأ بالتحدث عن نهاية المجاعة، نحتاج إلى تغذية علاجية للفئات الأشد تضررًا، وتوفير مياه نظيفة، ونظام صرف صحي، ونقطة طبية قرب كل تجمع للنازحين”.
وبحسب الخبيرة، فإن المساعدات الطارئة تحتاج بين 6 إلى 8 أسابيع حتى تُحدث فرقًا ملموسًا، شريطة أن تغطي معظم المناطق دون انقطاع، مع ضمان التوزيع العادل والآمن.
وما يزال قطاع غزة يواجه آثار الحرب الإسرائيلية التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 238 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومجاعة أودت بحياة كثيرين، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مناطق القطاع، وسط تجاهل دولي لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وفي 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق مرحلي بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة “حماس”، إثر مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي.
وبموجب الاتفاق، أطلقت “حماس” في 13 تشرين الأول/أكتوبر سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، فيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود جثامين 28 أسيرًا آخرين، تسلّمت منهم أربعة حتى الآن.
وتشمل المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي لم تستجب إسرائيل لها حتى الآن، تشكيل “لجنة الإسناد المجتمعي” لتسيير الأمور في قطاع غزة، ومتابعة تدفّق المساعدات ومشاريع إعادة الإعمار، وسط تحذيرات من أن أي إدارة لا تستند إلى وحدة وطنية وسيادة فلسطينية حقيقية، ستبقى عرضة للتفكك والابتزاز السياسي.




