المجازر التي ارتكبتها إسرائيل صارت مشروعة

المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق العرب صارت مشروعة بعد عملية السلام
تحسين التل
كتب تحسين التل: هل يعلم العرب أن عملية السلام منحت اليهود الشرعية الكاملة، وأكدت على أن كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والعربي؛ كانت ضرورة ملحة لإقامة الدولة الإسرائيلية عام (1948)..

كان على العرب وضع مجموعة من الإقتراحات أمام الدول الراعية لعملية السلام قبل بدء المفاوضات، والطلب الى الولايات المتحدة، وبريطانيا، وأوروبا، وروسيا إجبار إسرائيل على الإجابة عن كثير من الأمور العالقة فيما يتعلق بالمجازر التي ارتكبتها الآلة الصهيونية ضد العرب عموماً.

لا يجوز ولا بأي حال من الأحوال أن نفاوض اليهود ونحن لا نملك القوة، أو قوة المنطق، أو نبتعد عن الجامعة العربية كما تبتعد الشاة عن القطيع فيلتهمها الضبع، ولا نستند الى الشرعية الدولية التي تتمثل بقرارات مجلس الأمن كي تكون المرجع الوحيد لعملية التفاوض، بشرط، أن تعترف إسرائيل باحتلالها للأراضي الفلسطينية، والأراضي العربية، وارتكابها مجازر كما أسلفنا.

لا يجوز ولا بأي حال من الأحوال أن نرتمي هكذا دون مرجعيات وقواعد تساعدنا وتمكننا من أن يكون رأسنا برأس اليهود ونداً لهم، وأن نملك الخيار الذي يسمح لنا بالإنسحاب من العملية السلمية إذا لم تحقق لنا الحد الطبيعي الذي نسعى الى تحقيقه بعد سنوات طويلة من العنف، والحروب، واستنزاف الشعوب، والجيوش والبنى التحتية للكيانات العربية.

مقالات ذات صلة

من غير المنطقي أن نخسر في عملية السلام التي ما وجدت أصلاً إلا لكي تعيد لنا حقوقنا، ولم توجد أصلاً لكي تمنح اليهود جوائز، وامتيازات، وأرباح، ومكافآت على احتلالها للأرض، ونهب الثروات، وقتلها للشعوب العربية، هكذا وبكل بساطة دون حساب.

ما الذي جناه العرب من عملية السلام القذرة:

أولاً: تغولت إسرائيل أكثر فيما تبقى من أراض عام (1967)، وزاد تغولها بعد صمت العرب، وصراعاتهم الدنيئة على السلطة والمال، فابتلعت القدس، وفكرت إسرائيل باحتلال ما تبقى من مساحات صالحة للزراعة.

ثانياً: فكرت إسرائيل بالتوسع على حساب الأردن، كما توسعت على حساب سوريا ولبنان بحجة إقامة مناطق آمنة مع أن اليهود يركزون أكثر على المناطق الزراعية، ويحاولون التوسع على حساب المناطق الصالحة للزراعة، وهناك نماذج واقعية لما نرمي إليه:

أ- أراضي الأغوار، تلك الأراضي التي استغلتها أسرائيل أبشع استغلال، ولم تكتفي؛ بل تمددت كعادتها، وعلى نظام انتشار السرطان في الجسد الى أراضي الباقورة والغمر في الأردن.

ب- إجبار الأسواق العربية ومنها أسواق الأردن ومصر على تسويق المنتجات الزراعية بجميع أشكالها وألوانها، مع أنها مزروعة في أراضٍ تابعة لفلسطين، والأردن، ولبنان.. وقاحة، وعنجهية صهيونية اعتمدت على الضعف العربي، وخوف القيادات العربية من الراعي الأمريكي.

… ينظر الغرب وإسرائيل الى الشعب الفلسطيني على أنه شعب غير قادر على حكم نفسه بنفسه، وأنه لم يصل الى الحد الذي يجعله قادراً على بناء مؤسساته كأي شعب آخر، لذلك علينا أن نضع العالم أمام حقائق

مشكلة إسرائيل أن قادتها لا يفكرون على الإطلاق بحلول ترضي جميع الأطراف، القيادة الإسرائيلية (أياً كانت هذه القيادة) غالباً ما تفكر في مصلحة الشعب اليهودي داخل فلسطين، وفي كيفية قيادة العالم العربي ضمن إطار قائد يهودي يحكم العالم العربي والإسلامي.

اليهود يعلمون تماماً أن فكرة الدولة اليهودية غير منطقية، ولن يسعوا الى تنفيذها لأنها فكرة مستحيلة، والشعب اليهودي شعب ليس غبياً أو أحمقاً لهذه الدرجة، مصلحة اليهود فيما يجمعونه من أموال، وترسانة أسلحة، واقتصاد قوي، وسيطرة كاملة على المياه، واستعباد العرب، والتمتع بثرواتهم، واعتبارهم بمثابة حقل تجارب لأسلحتهم، ومنتوجاتهم الزراعية والتجارية والعلمية…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى