تتساءل مها عثمان عن الطريقة التي تمكنها من إبقاء أطفالها الأربعة بعيدين عن #العدوى_البكتيرية التي أصيبوا بها بينما تنساب #مياه_الصرف_الصحي بين #خيام_النازحين، وتتراكم أكوام #القمامة على طول الشوارع.
تضيف أن أطفالها الأربعة يصابون بأمراض جلدية صعبة، وأخبرها الأطباء بوجود عدوى بكتيرية ناجمة عن #التلوث، تتساءل: كيف أحافظ على أطفالي من المرض في ظل هذا الوضع المزري.
والسائر في شوارع قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، يرى بأم عينيه، #مستنقعات الصرف الصحي المنتشرة التي أحدثت مكاره صحية كبيرة تزكم الأنوف، و #كوارث_صحية ما فتئت المنظمات الصحية الدولة والأممية تحذر منها.
#الوضع_البيئي في #غزة "منهار" والأمراض المعدية تنتشر بسبب النفايات pic.twitter.com/ITKa9L9NF4
— MEDI1TV (@Medi1TV) August 14, 2024
في شارع 24 بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهو من أهم الشوارع المدينة التي تعج بمئات الآلاف من النازحين، تكاد مياه الصرف الصحي تمنع الحركة في الشارع الحيوي حيث تطفوا عبارات الصرف تطفو بقوة.
والحال في الشوارع الأخرى لأصغر مدن قطاع غزة يشبه بعضه، فلا لا يكاد يخلو زقاق من مسطحات الصرف الصحي، حيث جذبت المياه الملوثة الحشرات الطائرة وأبرزها “البعوض” وديدان وحشرات أخرى زحفت إلى خيام النازحين، منغصة عليهم حياتهم المريرة.
تقول عثمان (45 عاماً) النازحة في شارع النخيل غرب دير البلح وسط القطاع، إنها تقطن في خيمة تحيط بها مياه الصرف الصحي والنفايات في كل مكان، “تنساب المياه العادمة إلى داخل الخيمة، لا نطيق الرائحة المنبعثة، أطفالنا مرضى، المياه النظيفة شحيحة، حياتنا مأساوية”.
🚨بعد تدمير الاحتلال لشبكات الصرف الصحي…#شاهد | انتشار مياه الصرف الصحي (المجاري) بين منازل المواطنين في مدينة دير البلح. pic.twitter.com/ea29nXrhAe
— فلسطين أون لايـن (@F24online) April 29, 2024
وتشكو عثمان من تكرار إصابة أطفالهم بالأمراض جلدية صعبة، وقد أخبرها الأطباء بأن ذلك ناجم عدوى بكتيرية بسبب التلوث، وأن عليها العناية بنظافتهم الشخصية.
وتتساءل السيدة كيف لها ذلك مع شح المياه النظيفة ووسائل الاستحمام، حيث يلهو ويمرح الأطفال بين الخيام إذ لا يجدون متسعا للعب إلا في هذه المناطق بسبب حالة الاكتظاظ الشديد.
ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة، حذرت منظمات ومؤسسات صحية وحقوقية وأممية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين جراء الاكتظاظ وتراجع النظافة الشخصية.
"مياه المجاري في الخيام.. أمراض ورائحة لا تطاق".. نازحون يشتكون معاناتهم مع مياه الصرف الصحي وتهديدها حياتهم وأطفالهم في منطقة دير البلح #الجزيرة_مباشر #غزة pic.twitter.com/Ja5EVcHnRY
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 27, 2024
وكانت منظمة الصحة العالمية قد كشفت عن وجود فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي، ما ينذر بكارثة صحية رهيبة.
وتؤكد بلدية دير البلح، أن شبكات الصرف الصحي كانت هدفاً للقصف والتدمير الإسرائيلي في المدينة وباقي محافظات قطاع غزة، ما خلق كوارث صحية وبيئية وساهم في انتشار الأمراض والحشرات الناقلة للأمراض الجلدية والوبائية.
ويوضح المصدر للمركز الفلسطيني للإعلام أن العدد الهائل من النازحين شكل ضغطاً رهيباً على شبكات الصرف الصحي الخاصة بالمدينة، ما كان عاملاً لخروج بعضها عن الخدمة.
#إنفوغراف | مئات الآلاف من أطنان النفايات الصلبة تراكمت في الشوارع وفي مخيمات المدنيين النازحين، وبجوار الأنقاض في الأزقة الخلفية في قطاع غزة، بسبب منع الاحتلال الوصول إلى مناطق جمع القمامة في القطاع
— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 11, 2024
المزيد من التفاصيل: https://t.co/4EJWRips6H pic.twitter.com/EZNixfHl5P
ويشير كذلك إلى تعمد جيش الاحتلال استهداف الطواقم البلديات لمنعها من القيام بواجبها، في تكريس ممنهج لمبدأ الإبادة الجماعية.
وتعد مياه الصرف الصحي سبباً مباشر لانتشار مرض التهاب الكبد الوبائي (A)، حيث تسجل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” إصابة مئات المواطنين أسبوعياً بالمرض نتيجة للنزوح الجماعي، واكتظاظ الملاجئ ونقص المياه النظيفة والمنظفات الشخصية التي يمنع الاحتلال وصولها إلى قطاع غزة.
ويرصد برنامج الصحة التابع للأونروا إصابة 800 إلى 1000 مواطن بالتهاب الكبد من النوع الأول أسبوعيا في مختلف أنحاء غزة.
معاناة مستمرة في أحد مراكز إيواء النازحين بحي الدرج شرق مدينة غزة في ظل استمرار الحرب وقلة المياه والطعام وتكدس النفايات.
— 🇵🇸ابوفتحي/Dr.Ibrahim (@IZygher) August 8, 2024
مراسل شبكة قدس محمد قريقع يطلعكم على تفاصيل المعاناة من داخل المركز: pic.twitter.com/3kw4a7YjCp
ويقول الطبيب محمد عبد المنعم من المركز الطبي في مخيم الإيواء، إن مياه الصرف الصحي تتداخل مع مياه الشرب والاستخدام، ما يكون سبباً مباشراً لكثير من الأمراض الجلدية والتنفسية، محذراً من كارثة بيئية جديدة في مخيمات النزوح فيما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره.
ويقول: “مخيمات النزوح مقبلة على كارثة وبائية بما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره عبر التكدس السكاني المهول”.
وعزا عبد المنعم انتشار الجرب إلى تشكّل برك مياه الصرف الصحي التي تعد بيئة خصبة لتكاثر حشرة “القارمة الجربية” في ظل عدم رش مصارف المياه العادمة بالكيماويات منذ أكثر من 10 أشهر.
#غزة_صوت_الإنسان | رسائل يومية عبر #العربية.. نازحة فلسطينية: "نفسنا نخلص من الحرب.. تعبنا من عيشة الصدقة.. الأطفال ماليين أمراض جلدية" pic.twitter.com/wAnRcnDJt4
— العربية (@AlArabiya) August 16, 2024
ويضيف: “منذ 9 أشهر لم تقم أي جهة محلية أو دولية أو أهلية بضخ مياه الصرف الصحي لمحطات المعالجة بفعل انقطاع الكهرباء، كما لم تقم برش تجمعات وبرك مياه الصرف الصحي، ما أدى لانتشار الجرب”.
يلفت الطبيب إلى أن المستودعات الصحية تعاني من نفاد نحو 13 صنفا من العلاجات الخاصة بالأمراض الجلدية، وأنهم يحصلون على المستحضر المستخدم في علاج مرض الجرب كل 20 يوما بمعدل لترين فقط.
ويتابع: “هذا المستحضر قد ينقذ حياة مخيم كامل من الجرب، لكن اللتر الواحد لا يكاد يكفي لـ5 أيام فقط، ما يدفعنا لتخفيفه كي يستفيد منه أكبر عدد من المرضى”.
حيرت الأطباء في تشخيصها وعلاجها.. أمراض جلدية "غريبة" تنتشر بين الأطفال في قطاع #غزة وأطباء القطاع عاجزون عن علاجها وسط انقطاع الأدوية.. إليك القصة 👇@AnaAlarabytv pic.twitter.com/LZGqUE8bO7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 8, 2024
تراكم النفايات
ويشكو محمود الجبالي من مدينة غزة من تراكم القمامة أمام منزله، وانتشار الحشرات وأنواع مختلف من البعوض لم يعتادوا عليها مقبل، مشيراً إلى لدغات البعوض تتسبب بطف جلدي وانتفاخات جلدية كالحروق.
ويضيف الجبالي (37 عاما) أن أطفاله أصيبوا بأمراض جلدية صعبة، بفعل الحشرات التي تتكاثر في تجمعات القمامة، عدا عن شعورنا بالاختناق ليلاً بسبب رائحة المجاري، إذ تبدأ الرائحة بالتسرب إلى أنوفنا مع ساعات المساء ولا نستطيع إيقافها.
ويناشد الجبالي كل العالم لإنقاذهم من المأساة والألم التي يعيشونها في دوامتها، قائلا: “نقتل بالصواريخ والقنابل صباح مساء، والآن نقتل بالنفايات والقمامة المتراكمة”.
يتعاون برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في #غزة مع شركاء الأمم المتحدة والمنظمات الفلسطينية المحلية في إدارة النفايات الصلبة ونقلها إلى مناطق أكثر أمانا، بعيدا عن مخيمات النازحين والمناطق المكتظة بالسكان. https://t.co/zO96sHmyb3 pic.twitter.com/4DCQeH5dsU
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) August 10, 2024
ووفقًا لمعطيات وزارة الصحة في غزة، فإن نحو 150 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال يعانون من التهابات جلدية تتراوح بين الجرب، وجدري الماء، والقمل، والقوباء، وأمراض جلدية منهكة أخرى، نتيجة طفو الصرف الصحي والتلوث وشح المياه النظيفة وانعدام مواد التنظيف.
ويقول عاصم النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، إن القمامة تتكاثر بشكل كبير أمام مراكز الإيواء وتجمعات النازحين والمراكز الصحية ما يسبب مكاره صحية خطيرة.
ويضيف أن الاحتلال دمر منذ بدء حرب الإبادة 126 آلية ثقيلة ومتوسطة تتبع لبلدية غزة ما صعب عمل البلدية في ملف جمع النفايات.
كارثة صحية مياه المجاري تهدد حياة النازحين في #غزة
— Sultanۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗۗ (@966_ishq) June 27, 2024
أكوام من القمامة المتراكمة في مدينة دير البلح بوسط قطاع #غزة
خيم محاطة بتدفق مستمر للمجاري في مدينة دير البلح بوسط قطاع #غزة
وقادة حماس في نعيم
حسبنا الله ونعم الوكيل . pic.twitter.com/a4BqqsXQnc
ويوضح أن الاحتلال يمنع عمليات ترحيل النفايات إلى المكب الرئيس مما أدى إلى تراكم نحو 150 ألف طن من النفايات في أحياء وشوارع المدينة، تؤثر على سلامة وصحة المواطنين ويزيد من انتشار القوارض والحشرات ويؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض.
ويلفت إلى عمليات حرق النفايات تشكل جزئياً ولكنها ليست الحل المناسب، فالدخان الناجم عن حرق النفايات الصلبة والنايلون يسبب أمراض تنفسية للمواطنين، ولكن ليس لدينا خيارات أخرى.
📢 ما زال الاحتلال يمنع طواقم البلدية من الوصول للمكب الرئيس شرق المدينة، مما أدى إلى تراكم نحو 150 ألف طن من النفايات في أحياء وشوارع المدينة، حيث يؤثر على سلامة وصحة المواطنين ويزيد من انتشار القوارض والحشرات ويؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض.#غزة #بلدية_غزة #حرب_غزة pic.twitter.com/n2jnmKsPmN
— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) August 14, 2024
ويشير إلى أن جيش الاحتلال يستهدف بشكل مباشر وممنهج البلدية وموظفيها حيث قتل العشرات من موظفي البلدية وهم على رأس عملهم، كما حدث في 14 أغسطس مع الموظف محمد جمال الحبش والذي استشهد في قصف استهدف مقر بلدية غزة الرئيس.
ويعد كبار السن والأطفال الأكثر تضرراً من تدهور الوضع الصحي وانتشار الأمراض. وأعربت وكالات الأمم المتحدة مراراً عن قلقها بشأن الأزمة الإنسانية الصحية الخطيرة التي جلبتها الحرب والحصار الإسرائيلي لسكان غزة.
ويفيد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنه خلال شهر يونيو/حزيران بأكمله، سمحت إسرائيل بمرور أقل من نصف 115 مهمة مساعدات إنسانية خطط لها إلى شمال غزة.