المتحمسون الأوغاد

#المتحمسون_الأوغاد

#محمد_طمليه
كانت مجموعة من النمل تعمل بدأب في نقل حبوب القمح المتناثرة هنا وهناك, الى مقر ” بيت ” النمل الذي تم اختياره في جذع شجرة قديمة. كان افراد البيت مهتمين بتخزين ما يكفي من المؤن للشتاء القادم. وهي مهمة مقدسة أخذها الخلف عن السلف. فإذا كان مسموحآ لجماهير النمل ان تبدي رأيها في كثير من امور الحياة. فإن مسألة العمل لا يمكن الجدل حول اهميتها.
إلا ان نملة صغيرة ابدت في يوم من الايام تذمرها من هذه المهمة الفارغة, وقالت لرفيقتها :
_ ” هراء أن تكون حياة النمل مقتصرة على نقل #اشياء #سخيفة “.
فسألتها النملة الرفيقة بكثير من الدهشة :
” ماذا تقولين ؟ كيف نعيش من غير طعام “؟. فأجابتها النملة الاولى بلا مبالاة : ” إننا سنموت على أي حال. يكفي أن يعبث بخليتنا طفل بشري, أو تدوسنا في الطريق أقدام ضخمة, أو يحرقنا رجل محبط لمجرد أنه ضجر ويريد أن يتسلى “.
فقالت الرفيقة :
” إن #البشر يموتون أيضآ. لقد علمت أن جميع الكائنات تموت مثلنا تمامآ. ومع ذلك فهي لا تتوقف عن القيام بشيء ما. إنه الواجب المقدس”. أجابت النملة الضجرة : ” الحقيقة هي انني مللت هذا الامر الذي تسمينه مقدسآ. لقد فقدت عنصر الدهشة في حياة رتيبة لا جديد فيها. إن حبوب القمح متشابهة حتى ليخيل إلي أنني نقلت حبة قمح واحدة طوال حياتي “.
قالت النملة الرفيقة :
” إن المصلحة العامة تقتضي أن أقوم بكتابة تقرير مفصل عن نواياك السيئة هذه “. وهرعت الرفيقة لمقابلة النملة قائد الفصيل. جلست النملة الضجرة في ظل أعشاب جافة , وأخذت تفكر : ” إنهم مجانين. يعملون ليل نهار وكأنهم خالدون إلى الابد. إنهم يزدادون سمنة فحسب, ومع ذلك فالموت يبتلع الجميع أخيرآ “. انتشر خبر النملة الضجرة في أوساط النمل. وصار الجميع ينظر إليها بعين الشماتة والازدراء. حتى إن النملات المدللات قالت وهي تمر من أمامها : ” تلك هي النملة الساقطة, كم أرجو لو يسمحوا لي بدق عنقها “. وقالت نملة مدللة أخرى : ” ينبغي أن لا تظل هذه النملة الفوضوية بيننا بعد الان “.
أشاحت النملة المتمردة بوجهها وهي تقول :
_” هؤلاء المتحمسون الاوغاد “..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى