المتابعون الحكماء…فوز المغرب إنموذجا..

#المتابعون #الحكماء…فوز المغرب إنموذجا..

ا.د #حسين_محادين*

المكان: كافي شوب.
الزمان : منذ الليلة الثلاثاء 2022/12/6 على مدار تاريخ كأس العالم منذ بداية بطولة المونديال حتى يحقق العرب اي فوز منتظر في المستقبل.
المناسبة:مباراة المغرب مع اسبانيا.
*المتابعين..عدد كبير من المدخنين للأرجيلة بشراهة وسُباب على اللاعبين المغاربة وحركاتهم النشطة والهادفة جهدا واداءً فنياً بِِغية تحقيق هذا الفوز الشامخ للعرب والمسلمين ، وهذه الممارسة”التدخين” تخولك كمتابع التمني على المُصرخِين والمتفلسفيِن المتفرجين بان يسكتوا ،وأن يحترموا خصوصيات الاخرين دون الاعتداء على حريتهم البسيطة في المتابعة والاصغاء المعقول الى المذيع المتخصص والعالمي كمعلق على مجريات هذه المباراة.
اثناء متابعتك بكل شغف للمباراة لهذا الفريق العربي المسلم المفخرة، والذي حققه بكل شموخ رغم محدودية امتيازات اعضائه الاجتماعية والمالية مقارنة مع فرق عريقة جدا ، أقول تشعر انك بين غابة من حكماء الخطط والتدريب والتوجيه والصراخ بمضامين اللعب لم يستثمروا دون ان تنسى كمتابع تصريحاتهم المنفعلة ايضا سواء عن الطرق المثلى للعب في كرة القدم:- اسماء اللاعبين، الخطط الواجب على مدرب المغرب اتباعها بناء على توجيهات هؤلاء”الحكماء” في نِزال فريق المغرب في نزاله الصعب وهو المنتخب الذي حملّه الكل منا حضورا ومتابعين توقهم وامنياتهم وشهواتهم الحارقة بأن يمنحهم كفريق عربي وحيد، فرحة وطعم الفرح المشتهى بعد خروج الفرق العربية الاخرى من الدور الأول للاسف.
في مثل هذا المكان أي الكافي وغيره في مناطق اخرى نعيش نفس الممارسة النزِقة التي يتسيدها وبأزعاج قِلة من الحضور بأصواتهم الصارخة والإكراهية للآخرين دون احترام لبقية المتابعين،وكأن هؤلاء “الحكماء” في مواعضهم الكروية هم من دعم هذا الفريق منذ سنوات طويلة، وشعروا انه سيخذلهم غالبا مع بداية المباراة لاعتقادهم ان فريق المغرب متعطش لاحاديثهم المرتجلة،وكأن أهلية المدرب المغربي الفذ”وليد ركراكي” على محك هؤلاء لابل ومشكوك فيها لديهم رغم ان عبقريته فكرا ورؤى هي التي اوصلت الفريق المغربي الباسق نحو تحقيق دخولنا عربا ومسلمين وللمرة الأولى السجل المشرق لبطولات كأس العالم.
اخيرا…
شكرا للمغرب ، بلدا ، فريقا،ومدرب فذ، لانكم افرحتمونا كرويا بعد ان تصحرت أروحنا سياسيا منذ عقود..
شكرا ضافياً لكم وحدكم لأنكم وعيا وإصراراً بليغا قد أكدتم لنا جميعا وبنجاحكم الأبلغ للعالم انكم قادرون ، مثلما علمتونا فعلا نحن الجالسين على سدة الكلام والأحاديث المتطايرة الهشة -ان النجاح اباؤه كُثر وأن الخسارة يتيمة على الدوام. فلكم ومعكم عميم الأمنيات التعبيرية العميقة والحارة لمنتخب المغرب العربي المسلم في النجاح القادم على طريق اتمام فرحنا المنتظر نحن المتفرجون..متمنيا انكم الفاعلون لانكم الاصدق من كل المتحذلقين من الحكماء الموهومين.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى