الليرة والعصفور

#الليرة والعصفور
خاص سواليف
مقال الإثنين 2 / 1 / 2023
لم أكن أعرف أن “العصفور” الذي وضع على #الورقة_النقدية من فئة #الدينار سيأخذ كل هذا المجد من الاهتمام والنقاش والتحليل والبحث ، أتفّهم أن يكون حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تم “معطه” بالسخرية والإسقاطات السياسية كحدث أبرز ذلك اليوم ولأن المواطن الأردني على تماس مباشر مع #الوضع_الاقتصادي فتغيير شكل العملة يسبب له تسارع بضربات القلب ، أما أن ينتقل هذا الاهتمام والهوس وجنون الاقتناء الى الواقع، الشيء الذي جعلني “أضرب راسي بالحيط” أسفاً على ما وصلنا إليه..
كنت شاهد عيان على حادثتين ، الأولى: أقف أمام شباك أحد محلات الصرافة ، واذا بموظف بنك يحضر إلى موظف محل الصرّافة يرجوه أن “يفرط” له الورقة النقدية “أم العشرين” بدنانير “ام العصافير”، فاعتذر له موظف محلّ الصرافة لعدم توفّرها فقال له موظف البنك : “مشان الله مدير الفرع بده ليرات من ام #العصافير”..فأقسم له أنها غير متوفّرة ،فخرج يجرّ أذيال الخيبة والفشل..
الحادثة الثانية كنت اشتري بعض الأغراض من “سوبرماركت” قريب ، فُتحت أمامي سيرة “الليرة الجديدة”، قلت لهم ما يعنيني أن الليرة تبقى قادرة على الصمود أمام القادم وتبقى تؤمّن للفقير ثمن “ربطتي خبز” سواء كان شعارها عصفور أم فارس مغوار، فدخل معنا بالحديث مندوب أحدى شركات التوزيع وقال هل تعلم أنه في “منطقة كذا” اليوم وقد شاهدت ذلك بأم عيني كان أحدهم يبيع “الليرة أم عصفور” بثلاثة دنانير؟..عندها تركت أغراضي في المحل وركبت سيارتي وانطلقت إلى أرض خالية جرداء ، قضيت أكثر من ثلاث ساعات وأنا أمشي بين الصخور والحجارة والوديان وأنا أدعو ربي..”يا الله الطف بنا…إذا عصفور مرسوم على ليرة طيّر عقولنا ..إحنا مش حمل أعور الدجّال”..

#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com