
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن #محمد_الصمادي إن #الرشقة_الصاروخية التي أطلقتها #كتائب_القسام تجاه مستوطنة نير إسحاق تكشف #هشاشة #السردية_الإسرائيلية بشأن السيطرة الأمنية الكاملة على قطاع #غزة، وتؤكد أن #المقاومة ما زالت تمتلك #زمام_المبادرة رغم شدة الحصار والضربات الجوية.
وأضاف الصمادي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن توقيت العملية يحمل رسالة مزدوجة؛ فمن جهة يثبت #فشل #الاحتلال في فرض السيطرة على محاور التوغل جنوب القطاع، ومن جهة أخرى يوجه صفعة إعلامية لادعاءات الجيش الإسرائيلي بإحكام قبضته على منطقة #رفح، جنوب القطاع.
وكانت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أعلنت أنها أطلقت رشقة صاروخية قصيرة المدى من منظومة “رجوم” باتجاه مستوطنة نير إسحاق في غلاف غزة، في حين قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية اعترضت 3 صواريخ دون وقوع إصابات.
وأشار الصمادي إلى أن هذه الصواريخ، رغم محدودية مداها التدميري، فإنها تشكل في العلم العسكري “إعجازا ميدانيا”، إذ أُطلقت بعد أكثر من 40 يوما من الحصار المتواصل و26 يوما من استئناف العمليات القتالية، مما يعكس قدرة المقاومة على الحفاظ على منظومة نارية فعالة.
وأوضح أن المستوطنة المستهدفة لا تبعد سوى 3.5 كيلومترات عن حدود القطاع، وهي نقطة قريبة نسبيا، مما يشير إلى أن المقاومة ما زالت قادرة على استخدام تكتيكات الإرباك الناري واستهداف مناطق التحشد والتجمعات العسكرية القريبة من الغلاف.
وقال الصمادي إن صواريخ “رجوم” القصيرة المدى لا تعترضها عادة القبة الحديدية، وهذا ما يعزز فاعلية استخدامها كأداة تكتيكية لإرباك العدو في نقاط التماس، مشيرا إلى أن تل أبيب لا يمكنها أن تزعم بوجود أمان حقيقي في مستوطنات الغلاف ما دامت المقاومة تحتفظ بهذه القدرة.
ورأى أن استمرار إطلاق هذه الصواريخ يوجه رسالة ضمنية بأن “لا أمن في الغلاف”، وأن قدرة المقاومة على الفعل في ظل الإطباق الميداني والجوي ما زالت قائمة، وهو ما يضرب المنطق الإسرائيلي في العمق، ويثير الشكوك حول جدوى العمليات التوسعية في رفح ومحيطها.
جدوى محور موراغ
وحول جدوى إنشاء ما يسمى بمحور “موراغ” الذي أعلن الجيش الإسرائيلي عن استكمال السيطرة عليه مؤخرا، في ظل إطلاق هذه الرشقات، أكد الصمادي أن ذلك لم يمنع المقاومة من تنفيذ عملياتها، حتى وإن ساعد الاحتلال في تقسيم القطاع.
وأوضح أن “المحور” الذي يفصل خان يونس عن رفح يمتد على طول 10 كيلومترات، ويشكل عسكريا 20% من مساحة قطاع غزة، وهو ما يفسر محاولات إسرائيل توظيفه كمنطقة عازلة قابلة للتحول إلى قاعدة لوجستية لعمليات مستقبلية ضد المقاومة.
وأشار إلى أن هدف إسرائيل من إنشاء هذا المحور هو تفكيك القطاع إلى كنتونات معزولة لفرض سيطرة أمنية جزئية، وهو ما يتيح لها الضغط على المقاومة جغرافيا وسياسيا، ومحاولة تكريس واقع تقسيمي يخدم رؤيتها الإستراتيجية.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لتحويل المكاسب التكتيكية المحدودة التي يحققها ميدانيا إلى مكاسب إستراتيجية طويلة الأمد، من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض، مشيرا إلى أن هذا المنحى يُعد من أخطر المسارات في العقيدة الأمنية الإسرائيلية.
ويرى الصمادي بالقول إن سلوك الاحتلال في جنوب القطاع يكشف عن نية واضحة في تكريس الاحتلال الفعلي عبر السيطرة على الأرض وتحويلها إلى مناطق عازلة، مؤكدا أن المقاومة ما زالت قادرة على إرباك هذه الحسابات عبر أدواتها القتالية المحدودة والفعالة.
جدير بالذكر أنه في مطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه يوم 19 يناير/كانون الثاني 2025 بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.
وإذ التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية) من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 166 ألفا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.