الله يكبر واجبك!!

منع الاحد 25-3-2012

نفس المفهوم الشكلي لــقضب الخاطر وتكبير الواجب وطرد العذر..الذي يسيطر على المناسبات البارزة في حياتنا الاجتماعية..هو نفس المفهوم الشكلي الذيnbsp; يسيطر ايضاَ على القرارات البارزة في الحياة السياسية ، وان أخذ مصطلحات أكثر دبلوماسية وإعلامية مثل التشاور والاستماع الى وجهات النظر..والتشارك باتخاذ القرار..

من الأمثلة الحية على قضب الخاطر..أن يقرع بابك قريب لك ، لم يدخل بيتك منذ عام أو اكثر، وبعد ان تفتح له المضافة وتشغّلnbsp; له الصوبة على شعلتين وتأمر الأولاد بعمل ابريق شاي، وتلم البرداية من وراء ظهره، وتحضر له مكتّه نظيفة .. وتغدق عليه بعبارات الترحيب رغم تساؤل بينك وبين نفسك شو بده هاظ؟؟..وبعد نفاد كامل الذخيرة من صندوق المجاملات وذبلان الابتسامة الديسبوزبل التي زرعتها على وجهك…يتنحنح الضيف قليلاً ثم يوافيك:nbsp; ان ابنته الكبرى تقدم لها شاب مهندس، محترم وابن عائلة محترمة، وسيم ، وظيفته مرموقة ، متديّن ، وعلى خلق رفيع، يشجع برشلونة، له شامة ببطة رجله، عنده سياره 2002 /كل شهر يعمل لها غيار زيت مع فلتر، سواقته هادية ،خجول ، يقدس الحياة الزوجية ..ثم يصمت قليلاً : وبما انّك من أعمامها والعم مولّّى ..فــــا اجيت أشاورك..شو رايك..أعطيه ولا ما أعطيه ؟!! بالتأكيد أنت لا تستطيع ان تبدي رأيك، لأن الأمر من السياق مبتوت فيه ، خصوصاً بعد أرتال المديح التيnbsp; ساقها الرجل على أوتوستراد الكلام..عندها لا يبقى لديك سوى مخرجاً واحداً للحديث وهو ان تقول :nbsp; الشور شورك الف مبروك ان شاء الله!!..عندها لا يكتفي الرجل بأن أخذ الموافقة الشكلية منك وحسب ، بل يقوم بتحميلك جميلةnbsp; عندما يلمّح انه لم يكن ليأتي اليك ويشاورك الا لأن (واجبك كبير).. عندها ستقول له وانت مطأطىء الرأس بعد ان اثقلته المنّة : (الله يكبر واجبك) يا سيدي..

نفس السيناريو يتكرر عندما يذهب الى اخوالالفتاة..يفتحون له المضافة ، ويشغلون الصوبة على شعلتين ،ويأمرون بعمل إبريق شاي ،nbsp; ويلمون البرداية ويحضرون المكتة ، مغدقين عليه عبارات الترحيب ، متسائلين بينهم وبين انفسهم شو بده هاظ؟..ثم يسرد عليهم مواصفات العريس القياسية والأوبشنز الموجودة فيه وبما أنهم (أخوال) الفتاة ..والمثل يقولالخال والد..فــــا (اجيت أشاوركوا..شو رايكو..أعطيه ولا ما أعطيه ؟!..فما يكون من الأخوال الا ان يقولوا الشور شورك الف مبروك..ثم وقبل مغادرته يقوم بتحميلهم هم الآخرين بجمائل جديدة بأنه لم يكن ليستشيرهم لولا أن (واجبهم كبير) فيردوا بصوت واحد . (الله يكبّر واجبك) يا سيدي…

مقالات ذات صلة

**

رئيس الوزراء قام بنفس مهمة قضب الخاطر وطرد العذر وتكبير الواجب المعهودة ..فقد اجتمع قبل أيامnbsp; بالأخوان المسلمين- عمومة الحياة السياسية – ففتحوا له مضافة الحوار ، وأمروا بــأبريق للتفاهم ، وأحضروا مكتّة للخلافات ، ولموا برداية الحديث من وراء ظهره ، وبعد ان نفدت ذخيرة المجاملات والابتسامات الصفراءnbsp; .. أطلعهم على مواصفات ومزايا وأوبشنزnbsp; قانون الانتخاب الجديد..كما اجتمع بعدهاnbsp; بالتيارات القومية واليسارية- (أخوال) الحياة السياسية في الأردن-nbsp; الذين قاموا بنفس الواجب ، وسرد لهم نفس مواصفات القانون اللُقطة ..مؤكداً للطرفين اعمام وأخوال أنه لم يكن يجتمع بهم ويطلعهم على القانون الجديد لولا أن واجبهم كبير..فردوا عليه ايضاَnbsp; بعبارة : الله يكبر واجبك..

**

سؤالي الى متى ستظل الحكومات تعامل باقي الشعب على أنهم :مجرد معازيم..

nbsp;

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

nbsp;

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى