الله لا يجيب نكد

الله لا يجيب نكد / #كامل_النصيرات

خطرت بباله فكرة مكرّرة و مُملّة ..لكنه أصر على تنفيذها ككل مرّة ..هو يهوى التفكير و يهوى الأفكار و يهوى التنفيذ ..من يومه الأول وهو يقنع نفسه كل لحظة بأنه عبقري ..لذا تقدّم نحو الدش ؛ وتأكد أن به ماءً ؛ ابتسم و قرّر أن يستحم ..وقبل أن يخلع ملابسه أراد أن يتأكد أن لديه شامبو ..لم يجد ..فبحث عن صابونة ..وجد بقية صابونة (تُسمّى في عرفه صابونة و لكنها أرق من القشرة ويصعب الإمساك بها ) .. !!
وقف تحت الدش عارياً إلاّ من الإحساس بالفرح الكاذب ..ورغم أن درجة الحرارة تجعل عظامه ترتجف من البرد إلا أنه فتح الماء البارد على رأسه و هو يغنّي : الميّة بتروي العطشان و بتطفّي نار الحرّان..!! لم يستعمل الصابونة رغم أنه أقنع نفسه بأنه استعملها ..وأقنع نفسه أكثر أن رغوتها كانت فائضة عن الحاجة .. !!
خرج من تحت الدش ..تذكّر أنه لا يمتلك منشفة أو بشكيراً ..قال لنفسه : الفانيلا القديمة تفي بالغرض ..ونشّف جسده المرتجف بها ..تذكّر أنه لم يُخرج الملابس البديلة عن الملابس التي خلعها قبل الاستحمام ..ذهب سريعاً إلى خزانته ..وهاله منظر الخزانة ..انها فارغة تماماً ..وتذكّر أنه لا يمتلك ملابس أُخرى ..وأن عليه أن يغسل الملابس التي خلعها و أن ينتظر حتى تنشف ..وهكذا فعل .. !!
لفّ نفسه بالبطانية ..وجلس ينتظر وهو يقنع نفسه أن الشمس ستقوم بمهمة التنشيف أسرع من كل مرّة ؛ وهو أصلاً أقنع نفسه أن الشمس موجودة ولم يُرد أن يلتفت أن الغيوم حجبت الشمس في هذا اليوم ..انتظر ساعتين ورغم أن الماء ينقّط من كل ملابسه المصلوبة على الشبّاك إلا أنه أقنع نفسه بأن الملابس ناشفة تماماً وأن البلل الموجود ما هو إلا ( دلع ملابس ) ..لذا.. امتطى الملابس كمن يمتطي حصاناً لحظة السباق..بل نفش ريشه كالطاووس و أكثر..وذهب يجوب الشوارع و يوزع الابتسامات.. !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى