الله في رواية بوهيميا

#سواليف

كتب .. د. ذوقان عبيدات

أصدرت خالدة مصاروة كتابًا “بعنوان #بوهيميا ” اعتبره بلال جيوسي وكثيرون روايةً !أو بوحًا
وفرشت له سمر محارب سجادة حمراء في قاعات فندق حياة ريجنسي، وحضر عدد كبير من الشهود ليؤكدوا أن بوهيميا #رواية!
أما أنا فقد سعدت بإهداءٍ كريم من خالدة تصف نفسها متمردة
وتنتقد التدين دون إيمان، وتقول
نحن متدينون لا مؤمنون، منعنا من التفكير، ولجأنا إلى طلب العون من الله!
وخلافًا لما اعتقدت رحت أبحث عن محتويات الإهداء عبر كتاب “رواية” بوهيميا!
ولذلك أسجل قربي من صاحبة الكتاب وأقدر دعمها لي في مواقف جريئة، وأبدي إعجابي بالكتاب: محتوىً وأسلوبًا، معانيَ وأفكارًاً! ولما كانت القراءة للكتاب كقراءة لوحٍ فني أو الاستماع إلى معزوفة موسيقية بمعنى أنك تقرأ ذاتك فيها، وتضع فيها ما قصده الكتاب ومالم يقصده في كثير من الأحيان ، فإنني أسجل قراءتي للكتاب وليس الكتاب نفسه، ولذلك قد يكون الكتاب بريئًا من كل ما أقول أو معظم ما أقول!
احتوي الكتاب على أجزاء عدة اتخذ معظمها عنوانًا إلهيًا مثل: أبونا السماوي، معادلة الله، الفرح الالهي ، الله محبة، الله نور الأنوار، كرامات الصلب والقيامة ، عطايا الله وهداياه، وابتهالات الخلاص.
أما بقية الأجزاء فتشابهت في معظمها بمحتوى الأجزاء السابقة ، مما دفعني للبحث عن رؤية الكاتبة للإيمان والله !وهل ما قدمته الكاتبة لي صورة فلسفية أم إيمانية خالصة؟ وما المفهوم
الذي خلصت به كقارئ ؟
1- انطلقت الباحثة من الإيمان الكامل ، وكأنها قالت ما قاله صوفيو وحدة الوجود: بأول قدمٍ تطلب الله تلقاه، وبذلك انتهي القلق الوجودي وانتهت الأسئلة الكبرى عندي.
2- وانطلاقًا من المسلمة الأولى فإن الله موجود في كل خلقه وخاصة الإنسان الذي خُلق على صورة الله: كمالًا وجمالًا، فالله يتجلى في كل ما حولنا من دقة وتنظيم وحيوية وحركة ووجودًا
و سلوكًا!
فالعقل يطلق فينا وفي أفعالنا قوة الله،؟والله هو الحقيقة المطلقة الوحيدة، ولا يحق لنا ولأجسادنا أن تبعد عن غايات خلق الله، وما نحن جميعًا إلّا أبناء الله، والإنسان يرتقي إلى القدسية إذا أحب الله، ومن هنا يشعر المؤمن بالسعادة والحب والسلام،
ومن يحب الله يحب كل مخلوقاته
وهذه المخلوقات ثانية هي ما يدلنا على الله!
وكأي قارئ رأيت أن الكتاب يدل على طريق الخير، فليس هناك حدث بالصدفة، فقد رسم الله لكل شخص خطته- مع أن الكاتبة أكدت أن الإنسان حر يختار، وتضيف إنما حولنا يظهر بترتيب مثالي من عند الله وفي الوقت المحدد ، ثم قال الكتاب إننا أحرار، والسجن الحقيقي ليس الجلوس خلف قضبان السجان، بل هو أن نحشر أنفسنا داخل قضبان أفكارنا، أما الحب ، فهو أن تخاطب غيرك تمامًا بلغة البيانو والقيثار ، وفي هذا دلالات عديدة،
وأخيرًا إن علينا أن نحب الله لنستطيع معرفته، فمن أحب الله عرفه، وليس من عرف الله أحبه ، والعبارة الأخيرة لي وليست للكاتبة!
هذا ما قاله الكتاب لكل الناس! فماذا قلت أنا للكتاب؟

  • أنا أؤمن بالأسئلة أكثر من الإجابات، وأنت لم تبحث عن الإجابات! بل قدمتها
    لي دون عناء بما يضمن لي طمأنينة كاملة! وهذه نماذج للأسئلة:
  • هل يريد الله الشر والألم لأبنائه؟
  • هل سيعامل الصالح مثل غيره؟
  • لماذا نتصور الله مذكّرًا؟
  • ما معنى أنا رمز انتهاء الذنب؟
  • ما العالم الحقيقي؟
  • ماذا يعني الحب غير المشروط؟
  • ما مكاننا في الكون؟
  • كيف ينظر الله إلى الشخص الضال؟
  • كيف تصلي؟ ما الحكمة من الحب؟
    هي أسئلة لا يثيرها إلّا الفلاسفة ، أما غيرهم فيمتلكون الإجابات!!
    حين وقفت أمام هذا المسألة بدأت أفكر، وهل سأنجح في الوصول إلى الإجابات؟ لكني خلصت من همّي وقلقي حين وجدت الكتاب قد قدّم إجابة منفصلة عن كل سؤال!
    أخذت الكاتبة علامة كاملة، فهي من وضعت الإجابة ووضعت السؤال! فهل عليّ أن أغُشَّ عنها
    إجاباتها! لقد قالت كل شيءٍ مع الأسف، ولم تترك لي أي فرصة للتفكّر والتأمل! وهكذا انتهيت براحة لأن الطالبة المتفوقة أجابت عنّا جميعًا!
    وأخيرًا، الكتاب متعة لمن بحث عنها، وإجابات كاملة لمن لم يستطع الإجابة، وطمأنينة تامة لمن قلق،، كتاب معقول من كتب الصحوة!
    الكتاب الجيد يثير نقدًا عميقًا!
    وليس كل كتاب يستحق النقد!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى