اللهب يفتك بالطبيعة

اللهب يفتك بالطبيعة
أحمد زغول

بالتزامن مع تحول اللون الأخضر الذي ينعش القلب، وينزل السكينة عليه، ويبث الحياة في الروح إلى لهيب يقتل الهواء الطلق بكل وحشيةً؛ بسبب تفشي ظاهرة احتراق الغابات التي باتت تؤرق سكان محافظة عجلون بشكل خاص والمملكة بشكل عام، أصبح هناك حاجة ملحة إلى مجابهة هذه الظاهرة؛ نظرًا لأبعادها البئية والزراعية والأقتصادية. إذ يجدر بنا أن نخلع منظورنا الذي يجعلنا نسلم إلى كل الأحداث التي تُحيطُ بنا وكأنها مسلمات، ونبحث عن حلول ابتكارية من شأنها إيقاف جرائم عديدة تحدث بحق الطبيعة؛ لما قد تُخلفه من عواقب قاسية على البيئة والوطن والمواطن، من هذه العواقب وأهمها: انخفاض جودة الهواء بسبب هذه الظاهرة كما حصل في مدينة ملبورن، ثاني أكبر مدن البلاد وأجزاء أخرى من ولاية فيكتوريا (أستراليا) بسبب الدخان الناجم عن حرائق الغابات في شمال وشرق الولاية والتي عانت من حالة “أسوأ جودة هواء في العالم” وفقًا لقاعدة بيانات جودة الهواء العالمية (آي كيو إير فيجوال)، الأمر الذي سينعكس سلبًا على السياحة التي تلعب دووًا مهمًا وعنصرًا أساسيًا في الناتج المحلي الإجمالي الذي يتناسب تناسبُاً طرديًا مع مؤشر مستوى المعيشة في الدولة.
علاوةً على ذلك، لا بدَّ من اتخاذ العديد من التدابير الاحترازية للحفاظ على جمالية الأردن بشكل عام وعجلون بشكل خاص؛ وذلك لأن الطبيعة الحُرجية تعتبر هوية أساسية للمحافظة ومصدر رزق أساسي للعديد من سكانها.
نظرًا إلى تكرار هذه الحوادث التي تولد الكثير من السلبيات، إذ يتحتم علينا الآن في ظل هذه الظروف الراهنة التي تمر البيئة بها أن تثير عدة أسئلة منها: كيف لمحافظة عجلون النهوض من تحت خناق الفقر المدقع، ومساحاتها الخضراء منذُ سنوات تقع ضحية للهيب النيران، أين دور وزارة الزراعة والجهات المناطة بحماية البيئة من كل هذه الجرائم التي حدثت وستحدث بحق الطبيعة، وكيف سيساهم الأردن في تحقيق متطلبات تحقيق أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 التي أُعتمدت من قبل المجتمع الدولي في عام 2015 بفاعلية وكفاءة، حيثُ تسعى هذه الأجندة إلى تمكين البيئة في كل من هذه الأهداف السبعة عشر – بدءا من القضاء على الجوع وصولًا إلى الحد من أوجه عدم المساواة لبناء مجتمعات مستدامة في جميع أنحاء العالم.
في خضم هذه الحوادث التي تكررت مرارًا وتكرارًا ولأزالت تتكرر، لا بدَّ من أن نسعى جاهدين و بكل عزم لمنع هذه الظواهر وتحقيق التكاملية التامة والتعاون الكامل من قبل الجهات المعنية بسن القوانين والسياسات الرادعة وتطبيقها بكل حزم، والعمل على تفعيل مبادرات من شأنها أن تساعد على نشر الوعي البيئي لدى المجتمعات وردم الفجوة البئية التي خلفتها هذه الظواهر ليبقى الأردن وجهة سياحية لكل عشاق الطبيعة على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى