اللجنـة التسـعيـنـيـة للإصلاح

اللجنـة التسـعيـنـيـة للإصلاح
موسى العدوان


بتاريخ 8 / 6 / 2021 كتبت مقالا تساءلت به : هل نحن بحاجة إلى #لجنة #إصلاح ؟ وخلصت في نهايته، إلى أننا لسنا بحاجة إلى مثل هذه اللجنة، ولكنها شُكلت لاحقا برئاسة دولة السيد سمير الرفاعي.
وصل عدد أعضاء هذه الجنة إلى 92 عضوا، تضم بينهم بعض #الشخصيات #الإصلاحية، إلا البعض الآخر يُعتبرون في نظر المراقبين من ألدّ أعداء الإصلاح. فهل يمكن لمثل هذه اللجنة التي يطغى على أفكارها عداء الإصلاح، أن تصل إلى توصيات تقنع المواطنين بسلامة توجهها نحو إصلاح حقيقي يخدم الوطن والمواطنين ؟
يقول المثل الشعبي المتداول : ” اقرأ المكتوب من عنوانه “. فمن الملاحظ أن رئيس اللجنة وبعض أعضائها، هم من ساهموا في محاربة الإصلاح، وارتكبوا خطايا أدت إلى تعطيل مسيرته، وتسببت في التخلف والفقر والبطالة، التي نشهدها هذه الأيام. وأذكّر في هذا السياق، ما ورد في كتاب التكليف الملكي لحكومة دولة السيد معروف البخيت، التي خلفت حكومة دولة السيد سمير الرفاعي في أوائل عام 2011.
فقد بيّن جلالته في ذلك الكتاب أن حكومة سمير الرفاعي المقالة، فشلت في مهمتها بما اسماه ” ثغرات واختلالات في عملها “، وأكّد على أن من أسباب فشل تلك الحكومة، هو عدم تحقيق رؤيته ” الإصلاحية التحديثية التطويرية الشاملة، والتردد في اتخاذ القرار من قبل الكثيرين، ممن أوكلت إليهم أمانة المسؤولية، إضافة إلى سياسات الاسترضاء التي قدّمت المصالح الخاصة على الصالح العام “. فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : كيف يمكن لدولة سمير الرفاعي وبعض رفاقه، بعد تجربتهم الفاشلة التي أشار إليها جلالته، أن يتحولون إلى مصلحين بين عشية وضحاها ؟
أعتقد أن الإصلاح ببساطة يحتاج إل عنصرين أساسيين هما : الأول – أرادة الإصلاح الحقيقية لدى صاحب القرار، والثاني – رجل دولة يلتقط الفكرة ثم يحولها إلى عمل حقيقي على الأرض. وهذان العنصران غير متوفرين كما أعتقد لدى أصحاب القرار في بلدنا. ومع هذا ستقوم اللجنة التسعينية بعقد اجتماعاتها على مدى اشهر عديدة، لتخرج بتوصيات هزيلة لا تحقق الغاية المطلوبة. فتوضع تلك التوصيات في خزانة الحفظ، كما كان مصير لجان مماثلة سابقة.
الطريق الأقرب إلى الإصلاح حسب اعتقادي، يتلخص في دراسة تجارب دول العالم التي نجحت في الإصلاح والاقتداء بها، وهي الدول التي لم تعتمد على لجان تسعينية أو مئوية، بل وضعت خططها بعدد محدود من الخبراء ونفذتها بدقة وحزم، فنهضت بدولها من التخلف والفقر إلى قمة الدول الصناعية المتقدمة خلال سنوات معدودة. لقد اعتمدت تلك الدول على رجال إصلاحيين مخلصين لأوطانهم أمثال المذكورين تاليا : مهاتير محمد / ماليزيا، هياتو أكيدا / اليابان، لي كوان يو/ سنغافورة، الجنرال بارك / كوريا الجنوبية، جون ماغوفولي / تنزانيا، و لولا دا سلفيا / البرازيل.
وبالنسبة للجنتنا التسعينية الموقرة والمكلفة بالإصلاح، فإنني لست متفائلا بمخرجاتها، ولا أتوقع أن ترسو بنا على شاطئ الإصلاح الذي نبتغيه . . وعسى أن أكون مخطئا في هذا الاعتقاد . . !
التاريخ : 11 / 6 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى