اللامهم .. عندما يتحدث المُقالون من السُلطة

اللامهم
..عندما يتحدث المُقالون من السُلطة
ا.د حسين محادين

تمشيا مع سعة انتشار احاديث وتصريحات معظم المسؤولين المُقالين من الوزارات، والمبعدين عنها حاليا بعد ان كانت احتلالاتهم السابقة لابصارنا عبر الاعلام ظاهرة وربما مبهرة حينها للعيان، وتحديدا اثناء وجودهم في مراكز صنع القرار بحكوماتهم وليست حكوماتنا نحن المشاهدين والمُقيّمِين ولو كان هذا متاخرا زمنياً.
– سأكتب اليوم عن اللامهم في حياتي كمتابع اردني لبعض أولئك المسؤولين الغابرين، المصابون بأدمان السلطة، والساعون بالتالي الى العودة على مسرحها عبر شاشات البرامج المرئية الخاصة/ الشخصية، حتى وأن كانت احاديثهم الذابلة عبر هذا البرنامج الخاص او ذاك تتسم في ما مايلي :-
أ-سطحية جدا النسبة للراي العام الاردني.
ب – انها ستُعرّي جوانياتهم، بدلالة هشاشة وطشيّ احاديث بعض المسؤولين السابقين من جهة، ومن الجهة الثانية، حتى وان هبطت مضامين ومبررات احاديثهم وبالتالي مكانتهم المفترضة بين يدي مذيعة ما، تستدرجهم للافصاح عن كل ما هو غير مهم لنا كمشاهدين تحت باب السيرة الذاتية لهؤلاء الذين، سبق وأن كنا متوهمين على شخصيات”عامة” كانت تصنع القرارات، وتفقع التصريحات اثناء تواجدها في مواقع السلطة المتعددة.
اخيرا كم انا حزين على مثل هؤلاء الذين وقعوا بفخ الكاميرا وتعاليل الاردنيين عليهم وبعد الانتهاء من احاديثهم عبر السخرية والاستهجان والنِكات المُستخفة بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ،وكأنني بمضمون مقولة شهيرة هي “تحدث لأراك”..
ترى ،هل صحيح ما رأينا وما عرفه الاردني الواعي من حقائق موجعة عن خصائص وضعف اشخاص الذين كانوا عامِيِّن، بعد افصحوا وافتُضِحت سِماتهم الشخصية وحقائق دامية عن كيفية اتخاذهم للقرارات العامة في بلدنا ؛ وهم الذين يحملون شهادات عليا كذلك من جامعات غربية،”عريقة” تُصدرهم لنا سياسيا وليس اكاديميا ومازالت للآن، فهم المخططون التاريخيون، ومتخذي القرارت المصيرية او بعضها، بأسم الأردن الوطن، ممثلين ببعض رؤساء وزارات ووزراء معظم حكوماته المتعاقبة ؟ اخيرا؛ هل كانت استنتاجات الاردنيين صائبة وناجزة الفهم وبناء على ما اعترف به هؤلاء الساسة عبر الفضاء، لماذا وصلنا للواقع السياسي والحياتي الضاغط علينا جميعا،وهل هذا الواقع المثقل بالديون والبِطالة وضعف الاداءات الحكومية والمجالس النيابية حكما مرده الى استنتاج وتشكيل الاردنيين لانطباعاتهم المحبطة وغير مرضية عن مثل هؤلاء المسؤولين السابقين، وتسألهم عم مدى أهليتهم الفكرية والادائية كمسؤولين عملوا في الشأن العام، وكيف كانوا يتخذوا قرارات خطيرة نيابة عن الوطن ورعاياه..؟
اخيرا…صمتَ بعض المسؤولين سنوات وما أن تحدث تلفازيا حتى نطق وجعا وحسرة لدى الاردنيين الصابرين ولو على مضض على مثل هؤلاء او غيرهم من الوزراء الحاليين، حمى الله الوطن اردننا الادوام.
– عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
– عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى