اللافتات وحق المواطن..

اللافتات وحق المواطن.. / يوسف غيشان

حسب الشعارات فان بعض هؤلاء السادة هم ملائكة هبطت من السماء على حين غرّة، تنادي بالعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة ومكافحة الفساد ودعم المرأة وتحسين شروط المعيشة وحماية الفقراء من تغوّل الأغنياء واستعادة الأندلس، وإعادة اكتشاف العجلة، رغم أن (العجلة) من الشيطان وما إلى ذلك من هرطقات.
ومن اجل إجبار الناس على قراءة وعودهم الانتخابية فإنهم (بعضهم وربما أكثرهم) يضعونها مع صورهم وتخصيصاتهم في كل مكان، على الإشارات الضوئية فوق إشارة (قف) أو إشارة: «انتبه مدرسة» أو على تحويلة طريق أو اسم منطقة، أو تغطي إشارة «ممنوع المرور» وهي الأكثر، دون أي مراعاة لمشاعر وحقوق المواطن.
انهم يقودون تلوثا بصريا منظما ضد ذائقة المواطن وضد سلامته الشخصية وحقه في معرفة الشوارع والطرقات. كيف يمكن للمواطن ان يصدق كل هذه الوعود والشعارات ما دام سعادة مرشح اليوم، نائب الغد يعتدي على بقية الحقوق التي لا تعتدي عليها حتى الحكومات، مهما كانت درجة جورها او تعسفها، ولم تلغ تلك الحكومات لا بقوانين مؤقتة ولا بتعليمات، ولا بأنظمة حق المواطن في السير الآمن والاسترشاد باللافتات المرورية، ناهيك عن الاعتداء على الذائقة البصرية للوطن بأكمله، فأنت تجد صور بعضهم على سيارتك، وفي طريقك…. وفي…. !!.
للأسف فان جميع المدن والبوادي الأردنية ما تزال تعاني حتى الآن من التلوث البصري الذي أحدثه مرشحو عام 1989 وما تبعهم من مترشحين على مدى العقود حتى الان.
معظم البلديات موقفها مرتخ من هذه الأمور تتحدث عن إزالة بعضها على حساب المرشح أو تجبره على إزالتها لكن هذا غير صريح وغير ملزم للأسف الشديد، ولا يحصل الا نادرا. أمانة عمان اعتادت الحصول على شيك، مصدق من كل مرشح من اجل ضمان تنظيف المحافظة من مخلفاتهم لكني اشك في مدى حزم وجدية هذا القرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى