من خلال متابعة الحملات الانتخابية الأمريكية وجدت بأن منطقة الشرق الأوسط هي عامل رئيسي في تصريحات المرشحين الامريكيين في حملاتهم الانتخابية الحالية وتستطيع ان تقرأ من خلال تصريحات المرشحين الجمهورين على الاغلب بأن السياسة القادمة في الشرق الاوسط ستكون أعقد مما كانت عليه في عهد الرئيس الأمريكي الحالي اوباما في حال تم فوز احد المرشحين الجمهوريين .هذا ان دل على شيء فانما يدل على حالة التخبط في السياسة الامريكية حول قضايا الوضع الراهن خاصة عندما ظهر الروس على الساحة الشرق أوسطية .وفي هذا السياق اريد ان اشير الى بعض ردود الفعل في امريكا حول استقبال اللاجئين السوريين.
Waterboardingالايهام بالغرق :
بعض ردود الفعل تجاه اللاجئين السوريين ظهرت من خلال تصريحات المرشح الجمهوري- بن كارسون – فبدلا من ان يقترح مشروع حل لانقاذ العالم من الغرق بعواقب الازمة السورية صرح بأنه مع اسلوب التعذيب بالماء وهذا الاسلوب يستخدم من قبل المحققين لايهام المستجوب والمعتقل بأنه يغرق بالماء وذلك بجعل رأس المعتقل يتدلى الى الاسفل وسكب الماء عليه من فوق مرورا بمجرى التنفس للحصول على اكبر كم من المعلومات منه بالاضافة الى ان كارسون طالب بعمل قاعدة بيانات خاصة حول المسلمين ومراقبة المساجد والمدارس التي يتواجد فيها الأصوليون على حد تعبيرة علما بأن الدستور الامريكي خال من هذه الافكار ومبني على اساس المساواة بين الجميع .
المرشح الجمهوري الآخر- دونالد ترامب- كان قد كرر نفس الكلام -علما بأن هذا ليس من الدبلوماسية بمكان- في بلد يمتلك اثنيات مختلفة من جميع قارات العالم وايضا اتهم- ترامب- مسلمي ولاية نيوجرسي بالاحتفال بهجمات 11 سبتمبر وهذا ما دعا الرئيس الأمريكي اوباما الى التصريح بأن أمريكا لن تتخلى عن مبادئها وقيمها الديمقراطية التي وجدت بالدستور الامريكي قبل قرنين من الزمان.وبخصوص نفس الموضوع ذهبت- كارلي فيورينا- المنتمية للحزب الجمهوري الى القول بأن معظم اللاجئين السوريين هم من فئة الشباب من ذوي البنية القوية والباحثين عن عمل الامر الذي تم نفيه واستغرابه من قبل الامم المتحدة حيث يمثل الذكور ممن لجؤوا الى الولايات المتحدة ما نسبته 22% من عدد اللاجئين بيد ان عمدة مدينة دلاس في ولاية تكساس قال بأن السماح للشباب البيض الامريكيين في اقتناء السلاح في المدارس الامريكية اشد خطرا على المجتمع الامريكي من اللاجئين السوريين .
الجميع في هذا الاطار يتحدث عن مشكلة اللاجئين السوريين ويعتبرون اللاجئين مشكلة عالمية وفي الوقت نفسه لا يسألون انفسهم من اين أتى هؤلاء اللاجئون ولماذا! بدلا من تعذيبهم بالغرق بعدما سببوا لهم الغرق داخل الوطن و خارجه في قوارب االمتوسط. والسؤال هنا كيف استطاع الاردن ان يستقبل 1.4 مليون لاجيء سوري وغيرهم من دول اخرى دون اللجوء الى اي اداة تؤذي اللاجئين بل قابلهم بحسن الضيافة وبكامل الاحترام بالرغم من محدودية مصادره الاقتصادية! .
اذا كانت مسألة اللاجئين تؤرق العالم فإنما هي حصيلة لاستراتيجيات سابقة مقيته قادت الى حرب باردة ثالثة في منطقة الشرق الاوسط دون ايجاد تقارب عالمي حول المسألة وجذورها لانقاذ العالم من الغرق بالايدولوجيات الناشئة التي وصلت الى عقول الشباب واجتذبت بعضا منهم الى ساحات الجهل والارهاب.
كمال الزغول
Alzghoul_kamal@yahoo.com