اللاءات العربية !

#اللاءات_العربية !

المهندس : عبد الكريم أبو زنيمة

منذ بداية #الصراع #العربي #الإسرائيلي في أوائل القرن الماضي وحتى يومنا هذا والشعوب العربية تسمع تهديد ووعيد الحكام العرب لدويلة الكيان الصهيوني ، كثيرة هي اللآءات التي أطلقوها بوجه إسرائيل ويصعب حصرها مثل ” لا للتفاوض ، لا للاستيطان ، لا لتدنيس المقدسات…لا.. لا.. ” ؛ ولكن على أرض الواقع نجد هذا الكيان قد داس عليها جميعها ولم يلتزم حتى بتلك التي تضمنتها اتفاقيات السلام المذلة ، هناك “لا” واحدة فقط لم يقلها أحدٌ منهم وأغلبهم ملتزمين بها ويعملون على تحقيقها وهي لا للمساس بأمن إسرائيل! هذه الحقيقة التي نعيشها اليوم ! فحقيقة لآءاتهم هي للتضليل والتسويق الاعلامي !هذه ال “لا للمساس بأمن إسرائيل” تكرسها بعض أنظمة حكم العار العربية التي وافقت بشكل معلن او خفي على الانضمام للتحالف العدواني الذي تقوده راعية الارهاب والتوحش الامريكية في البحر الأحمر لضمان المرور الآمن للبواخر والسفن الإسرائيلية، هذا التحالف الذي يضم عددًا من الدول الغربية ذات التاريخ الأسود الإجرامي التوحشي ضد كل ما هو انساني والبعض منها لا زال يحتفظ بجماجم ضحاياه حتى يومنا هذا، والتي تنخرط وتشارك في الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد اخوتنا في غزة! ولكن العار الأكبر هو انضمام بعض الدول العربية لهذا التحالف الذي يهدف إلى ابادة الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية !

الجمهورية اليمنية ” صنعاء” لم تعبث يومًا بأمن البحر الاحمر وكل ما قامت به هو منع وتهديد السفن المتعاملة مع دويلة الكيان العنصري المرور عبر مضيق باب المندب نصرةً لغزه وشعبها المناضل لنيل حقوقه وحريته ، اليمنيون وطوال ثمانية أعوام من الحرب الظالمة عليهم وحصارهم لم يتعرضوا ولم يعبثوا بأمن هذا الممر البحري العالمي ، والسؤال الكبير : هل وصلت هذه الانظمة الى هذا الانحطاط الأخلاقي والقيمي والانساني والوطني والعروبي والديني ! كيف ستبرر اصطفافها بحانب دويلة الكيان العنصري ضد أبناء جلدتها !
العقل البشري الإنساني لن يتخيل ولن يستوعب ان مجموعة دول استعمارية معروفة بتاريخها الاجرامي والدموي مختلفة اللغات والثقافة والعادات والتاريخ تتضامن وتتوحد وتهب للاصطفاف وتقاتل بجانب دولة إجرامية متوحشة ومتعطشة للدماء وأبناء الدم الواحد والعقيدة واللغة والتاريخ والثقافة يتخلون عن اخوة لهم يقتلون ويذبحون على مدار الساعة بل ويصطف البعض منهم بجانب القتلة والمجرمون ، هذا هو زمن الانحطاط والقذارة ولا ينطبق عليهم الا ما قاله بهم الشاعر الكبير المرحوم مظفر النواب قبل خمسين عامًا في قصيدته المشهورة ” القدس عروس عروبتكم “.

الولايات المتحدة الأمريكية هي عدونا الاخطر وهي من تنسج كل المؤامرات لتدمير وتفتيت الوطن العربي وتمزيقه ، اليوم هي من تقود الحرب في غزة، هي من دمرت العراق وليبيا وهي من ترعى وتستثمر بالارهاب في سوريا ، وهي من شنت الحرب على اليمن بأدوات عربية وهذا التحالف يهدف لفك الحصار البحري عن دويلة الكيان بعد ان شُلَّ الاقتصاد الإسرائيلي.

هناك فرصة للأنظمة الرسمية العربية المتواطئة ان تنعتق من الابتزاز والإذلال الأمريكي لها وأن تلتحق بشعوبها ، عليهم التحصن بشعوبهم الكفيلة بحمايتهم وحماية عروشهم إن انحازوا للمواقف الوطنية وأحلام وطموحات شعوبهم الرافضة لهذا الكيان السرطاني الدخيل ، ان لم يلتقطوا هذه الفرصة على الشعوب العربية التحرر من هذه الديكتاتوريات التي أصبحت تهديدًا وخطرا على الأمن القومي العربي حاضرًا ومستقبلاً ، على الحكام العرب مراجعة التاريخ الأمريكي وآلية تعاملها وسرعة تخليها عن عملاءها عند أول مفترق طرق ولهم في شاه إيران خير مثال ، على الحكام العرب التمعن جيدًا بالمتغيرات الدولية وبداية عصر الانحدار الامريكي والغربي؛ فإسرائيل هُزمت وفضح امرها وحقيقتها كدولة إجرامية همجية عنصرية نازية وهي اوهن من بيت العنكبوت وغير قادرة على حماية نفسها وزوالها يلوح بالافق القريب بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى