المنافقون في المجتمع . . !

المنافقون في المجتمع . . !
موسى العدوان

يقول الكاتب أدهم شرقاوي في كتابه أحاديث المساء ما يلي وأقتبس :

” في عالم الحيوان لا مبادئ ولا قِيَم . . الكل يحارب من أجل البقاء مدفوعا بغريزته. أما الناس المتلونون فلا نعرف لماذا يتلونون، ولا نفهم كيف يحترم أحدهم نفسه، وكيف يضع أحدهم رأسه على وسادته وينام آخر الليل. لا أنت تعرف لونه ولا هو يعرفه . . حرباء كبيرة بلا مبادئ ولا قيم.

والتلون هو مصطلح مخفف للنفاق، فالكافر الصريح أخف عذابا عند الله من المنافق. لهذا كان المنافقون في الدرك الأسفل من النار . . الحرّ لا ينافق. لهذا كان العرب الحقيقيين أصحاب مبادئ. حتى الكفار منهم، كان أحدهم إذا كفر أشهر كفره فيعرفه الناس، وإذا آمن أشهر إيمانه فيعرفه الناس أيضا. لهذا لم يكن في قريش إلا مؤمن أو كافر . . كافر لا يخشى أن يصرّح بكفره، ومؤمن لا يترك إيمانه ولو سلخوا جله عن لحمه . . ! ” انتهى الاقتباس.

مقالات ذات صلة

* * *
التعليق :

1. نلاحظ هذه الأيام أن في مجتمعنا أشخاص لهم وجوه متعددة، بغض النظر عن مستواهم العلمي والثقافي. فيخلع الواحد منهم وجهه ليستبدله بوجه آخر كما يستبدل ثيابه، حسب المناسبة وحسب مكانة المسؤول صاحب المنح والحجب. ولخطورة فعل المنافقين على المجتمع، فقد أفرد الله تعالى لهم سورة كاملة في القرآن الكريم.

2. والنفاق أصبح ظاهرة مرضية تطغى على مختلف الممارسات الاجتماعية في عالم اليوم. فلا تكاد تستعرض المقالات أو البيانات التي تزين صفحات الجرائد المحلية، وبعض المواقع الإلكترونية الرخيصة، أو تستمع إلى خطاب أمام مسؤول، إلا وتشعر بأن النفاق يشع من بين كلماته ومن بين عيونه، دونما حياء أو خجل من القراء أو المشاهدين.

3. هناك من المتصيدين وقانصي الفرص، حتى وإن كانوا أولادا لا يعرفون مناحي الحياة وتجاربها، ويقنعون أنفسهم بأنهم مثقفون، أصبحوا مع الأسف يبرعون بالنفاق والتسحيج، ليظهروا على أكتاف الآخرين، ويكسبون مغنما جديدا يتنعمون به.

4. وهنا أطلب من كل كاتب مقال أو ملقي خطاب أو متبرع ببيان نفاقي، أن ينظر بعد انتهاء مهمته، إلى وجهه في المرآة، ويقرأ ما هو مطبوع عليه من خزي فعلته، المغموسة بالأنانية والنفاق الرخيص، الذي أصبح مكشوفا للأطفال قبل الرجال، في هذا المجتمع الأردني المثقف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى