تسعون صيفا / محمد أبو راس

تسعون صيفا
محمد أبو راس

ارتعاشة صيف
وطعنات سيف
وعجوز على عتبات التسعين
شارد الذهن
على بحيرات هجر
وتنهيدة من فمه
تحمل ارتجافة العمر
تقول يا حيف
فهجر وهجر
حتى صار وحيدا
كأنه ضيف
يحمل بين راحتيه
المكسوتان بالتجاعيد
ذكريات و وعود
بأنهم لن يتركوه
وصحب تجمعوا
يكتبون كلمات
بمطلع قصيدة الخلود
ولم يعلم حينها
أن النسيان أقوى
وسيأتي الخريف
ليتساقطوا
عن شجرة
ساقها لم يعد يقوى
وجذرها الضعيف
يتهالك شيئا فشيئا
كيف ينسى حقيبته الأولى
وابتسامة وطن
تستحلفه بأن يعود
وألا يخون العهود
كيف ينسى اجازته الأولى
التي لم يكررها كثيرا
لأن وضع الوطن
صار مريرا
وصحب لم يعودوا
ووطن صار كئيبا
ويذكر قصيدة
كان يترنم بها صغيرا
تقول
يهطل الدم من جسد شخص جريح
يعاني الام الحصار
ينظر بعيدا ليرى النجوم
حزينة تنعى القمر
وما كان يدري بأنه القمر
الذي لم يحرك احساس النجوم
ولم يسقط دمعها الضعيف
يلملم نفسه
وقطع تبقت بيده من رغيف
عجن بنيران الاغتراب
وتجرع مكوناته كالغريب
ينظر نحو تجاعيد
وشعر يكسوه المشيب
وشمس باتت منكسرة
تودع أرضها عندالمغيب
وصوت ذئب من بعيد
بصياح ونحيب
و بائع مناديل
منهك القوى
يجر أذيال الأسى

تتراخى يداه
يغمض عيناه
تلتف ساقاه
ويعزف لحن الرحيل

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى