الكويت.. الاشتباك المشرّف
تلعب الكويت دورا حكيما في كثير من ملفات المنطقة، ولا يخرج على لسان قادتها وسياسييها الا الكلام المتزن المشرف الذي يدافع عن «جماعة الامة».
آخر تلك المواقف ما كان في قمة مجلس التعاون، فكلام الشيخ صباح الاحمد الصباح، امتاز بالحكمة والرؤية الصائبة سواء لجهة الازمة الخليجية ام العلاقة مع ايران.
الكويت لا تمارس الشطط في اي من الملفات، بل تجلس على قارعة المنتصف والوسطية، لذلك تراها تكشف بحكمة وحنكة القرار الاصوب البعيد عن التوتير.
مثلا، في قضية تصويت الجمعية العمومية للامم المتحدة على قرار اميركي يجعل حماس منظمة ارهابية، تحسست الكويت خطر القرار على المشروع الوطني الفلسطيني.
فقررت، ببساطة وقوة وحكمة، الدفع باتجاه اعتماد تصويت اغلبية الثلثين، ونجحت بذلك، لكنها ادركت ان التحشيد الاميركي كبير، وان فوز واشنطن بالإبل سيكون له تداعيات كبيرة.
ايضا نتذكر اشتباك رئيس البرلمان الكويتي، الغانم، في احدى الجلسات الاممية للبرلمانات مع الاسرائيلي، وتوبيخه اياه، واستماتته في الدفاع عن الفلسطينيين.
تعجبني الكويت في مقاربتها للصراع الخليجي العربي مع ايران، فهي تعلم انه صراع لا يمكن ان يتحول وجوديا، وتراها تحذر من تحوله لحالة استنزاف للجميع، لذلك تدعو للتريث والتسويات.
دولة الكويت عانت الكثير بعد ازمتها التاريخية مع العراق، لكنها بقيت وفية لوسطيتها، مؤمنة بديمقراطيتها المعقولة، وتحاول ضمن امكاناتها الابقاء على الحد الادنى من التنسيق العربي.
وكلنا يذكر في ازمتنا الاقتصادية الاخيرة بعد احتجاجات الرابع في رمضان، دور الكويت في عقد مؤتمر مكة، وقيامها بتقديم مساعدات تشكر عليها.
ما اردت قوله ان الاداء السياسي الكويتي، واشتباكها مع الملفات يبدو ايجابيا يمكن البناء عليه وتثمينه، كما انني ادعو الاردن للانتباه له وتوظيفه بما في خير البلد والمنطقة.