الكونغرس استجوبهم والكونغرس متورط معهم !
لغاية اللحظة لم تصرح الادارة الامريكية بما تم تسريبه من معلومات حساسه وخطيرة سابقاً عن مشروع التجسس الامريكي على منظومة الاتصالات الرقمية في العالم وعلى شبكة الانترنت وتحديدا على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي. حيث قامت سابقاً صحيفة الواشنطن بوست والجاردينز كذلك بنشر معلومات حساسة عن هذا المشروع بعد تلقيها وثائق سرية من مجهول تعطي تفاصيل دقيقة عن الية عمل هذا النظام وعن الجهات المتورطة في التعاون مع الادارة الامريكية في التجسس على المستخدمين للانترنت .
كان الهدف الاساسي من مشروع المراقبة الضخم والمسمى في الوثائق PRISM هو توفير معلومات استخبارية امنية عن مستخدمي شبكة الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي تحديداً عن طريق التجسس على خوادم الشركات المالكة لهذه الشبكات مثل Yahoo,Google,Skype,Microsoft,Apple,FaceBook وكذلك Twitter وكل هذه العملية تدار من قبل وكالة الامن القومي الامريكي NSA وتعمل على توفير معلومات حساسة جدا عن الحياة الشخصية للافراد بتفاصيلها العامة والخاصة وكذلك المراسلات الخاصة على حسابات المستخدمين او ما يسمى تقنية اعتراض الرسائل .
حسب الوثائق المسرية التي سربها العميل ادوارد سنودين والخاصة بوكالة SIGINT او ما تسمى علمياً بوكالة استخبارات اشارة الاتصالات فإن وكالة الامن القومي الامريكي استعملت نظام PRISM كمصدر لما يقارب 1500 وثيقة في عام 2012 فقط ! وفعليا تم اعتماد هذا المشروع بشكل رسمي وتحت غطاء من الكونغرس الامريكي وتم تسميته واعتماده كــ SIGAD US-984XN ومن الملاحظ تماما تكرار هذا الرمز في الوثائق المسربة من ادوارد سنودين كمصدر لعدد كبير من الوثائق .
فنيا فقد تم تركيب برنامج PRISM على خوادم الشركات المذكورة بما يمكن هذا البرنامج أجهزة الاستخبارات من الحصول على كافة المعلومات التي تملكها شركات الإنترنت (من تاريخ المحادثات والصور والأسماء والملفات المرسلة والمكالمات الصوتية والفيديو…إلخ) وحتى أوقات دخول المستخدم وخروجه وبشكل فوري (Real-time ) بدون مذكرة أو تصريح رسمي و بدون الحاجة إلى إذن من الشركات المشاركة بالمشروع مما يعد خرقاً كبيراً للخصوصية وهذا ما أدى إلى حدوث ضجة كبيرة حول المشروع . وبالرغم من اعتراف الحكومة الامريكية باستخدامها برنامج PRISM على اكثر من 35 دولة لكنها نفت أن يكون البرنامج للتجسس على المواطنين فى داخل امريكا وكعادتها تصرح أنه يهدف فقط الى التجسس على الموجودين خارج الولايات المتحدة الامريكية والمشروع مبني اساساً من أجل حماية المواطينها من الإرهاب كحجة واهية لتبرير انتهاكها لخصوصيات الناس .
فعليا بعد انتشار استعمال الكمبيوترات اعتباراً من أواسط الثمانينيات وما جلبه هذا الاستعمال من تغيير وتجديد في حياة الناس لم يكن من المنتظر ألا تقوم أجهزة المخابرات في الدول المتقدمة بإهمال هذا الأمر، فبعد ظهور أي جهاز جديد، وبعد حدوث أي تطور تكنولوجي يجب على مثل هذه المخابرات تطوير أجهزة أو نظم جديدة تستطيع التسلل إلى هذه الأجهزة ومراقبتها، بل أحياناً يسبق تطوير المراقبة تطوير الجهاز نفسه، فهذا ما حدث مثلاً في موضوع الكمبيوترات، إذ بدأت وكالة NSA بتطوير نظم مراقبة الكمبيوترات في السبعينيات، وكان أشهر أخصائي في هذا الموضوع هو “وليام هاملتون” حيث استحدث نظاماً جديداً أطلق عليه اسم إدارة نظام المعلومات للنائب العام، ويعرف باسم (PROMIS)، حيث يستطيع هذا النظام تقييم المعلومات المستقاة من مصدرين مختلفين بشكل إلكتروني، وبعد أن ترك “هاملتون” وكالة NSA، وأصبح مديراً لشركة INSLAW وقام بتطوير هذا النظام إلى نظام أفضل أطلق عليه اسم PRONSS – VAX، ولكن تمت سرقة هذا النظام من قبل المخابرات الإسرائيلية التي أضافت إليه نظام “الباب المصيدة”، وسرعان ما تم عرض هذا النظام للبيع للمخابرات في كثير من الدول,ثم تم تطوير النظام السابق الى نظام اكثر شموليه وسرعة سمي بنظام “وإيشلون” وهو اسم يطلق على نظام آلي عالمي global Communications Interception (COMINT) حيث يستعمل لاعتراض والتقاط أية اتصالات، مثل: مكالمات الهاتف، والفاكسات، ورسائل البريد الإلكتروني، وأية اتصالات مبنية على الإنترنت، وإشارات الأقمار الصناعية بشكل روتيني يومي لأغراض عسكرية ومدنية، في حين يعتقد البعض أن إيشلون هو اسم كودي لجزء من نظام، يعترض ويلتقط الاتصالات التي تتم بين الأقمار الصناعية.
وتقوم على إدارة وتشغيل نظام إيشلون وكالات الاستخبارات في خمس دول، هي: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا. وتقود هذا النظام وكالة الأمن القومي الأمريكي National Security Agency (NSA)، بالتعاون مع وكالات استخبارات البلدان الأخرى المشاركة فيه، ومنها: مراكز قيادة الاتصالات الحكومية البريطانية Government Communications Headquarters (GCHQ)، ومركز قيادة الإشارات الدفاعي الأسترالي Defense Signals Directorate (DSD).
خلاصة الحديث نود ان نوضح لكافة المستخدمين ان حميع شبكات التواصل فعلياً هي شبكات مخترقة بجميع تفاصيلها لان وكالات الامن الامريكي تقوم بالتجسس على خوادم الشركات نفسها ولذلك لا فائدة على الاطلاق من اتخاذ اي وسائل امان على مستوى جهاز الفرد او حتى استعمال بروتوكولات مؤمنة ومشفرة طالما انك تستعمل نفس شبكات التواصل !
وهنا اود ان اوضح ان العديد من الجماعات الارهابية وجماعات الاتجار بالمخدرات وتهريب الاسلحة والبشر تملك فعلياً معلومات مؤكدة عن قدرة اجهزة الاستخبارات العالمية بالتجسس على تلك المراسلات وهو ما دفعهم لاستعمال تطبيقات خاصة بهم مثلت عقبة امنية خطيرة جداً بحيث وفرت لهم وسيلة اتصالات امنة لا يمكن ابداً اعتراضها عن طريق نظام PRISM او غيره من الانظمة كمعلومات يمكن الاعتماد عليها , اي ان وكالات الامن تحصل على معلومات مشفرة لا يمكن الاستفادة منها ولا يمكن باي حال فك تشفير هذه المراسلات الا عن طريق التحصل على هواتف مستعملي هذه التقنية لانها تستعمل ما يسمى End to End Encryption.
اما فيما يخص المكالمات الهاتفيه فجيب على جميع المستخدمين ان يعلمو ان مكالماتهم الهاتفية فعليا مرصودة ومراقبة وفق انظمة تدار من قبل إئتلاف ضخم لوكالات الاستخبارات في العالم للتجسس على الاشارات الهاتفية نفسها وهذا ما عزى كوريا الشمالية والصين وروسيا الى انشاء شبكات اتصالات وفق برتوكولات خاصة جدا لاستعمالها في الاتصالات الحكومية والعسكرية .
موقع Menwith العسكري في يورك-شير بريطانيا والمخصص لمراقبة الاتصالات العالمية ومقره بريطانيا ويدار من قبل المخابرات البريطانية والامريكية .