#الكوارث تختبر #إنسانية #البشر
المهندس: عبد الكريم #أبو_زنيمة
لقد شهدت منطقة جنوب شرق #تركيا وشمال #سوريا كارثة #الزلزال الذي دمر آلاف المنازل وقتل وجرح وشرد عشرات الالاف من الضحايا، هذه الكارثة شهدت بذات الوقت على وحشية البشر، أولئك الذين يتشدقون بحقوق الإنسان ! ذلك العالم الغربي الذي يؤكد ويشهد التاريخ أنه لا يحمل في جيناته الوراثية الا القتل والاجرام والتدمير ولا يعترف بإنسانية غيره من العرق الإنساني الآخر وهذا ما نشاهده ونشهد عليه اليوم من الإمعان في حصار الشعب السوري ومنع تقديم المساعدات له، هذا الغرب وعلى رأسه امبراطورية الارهاب والإجرام والكذب الأمريكية التي تفرض قانون قيصر على الدولة السورية ليموت الشعب السوري جوعاً أو تحت الانقاض كما هو الحال اليوم، من يراجع التاريخ الغربي وحروبه واستعماره واستعباده للشعوب يتأكد أن حضارته قامت على دماء وأشلاء ونهب ثروات الشعوب!
بالأمس نُشرت خارطة جوية لخطوط حركة الطيران في الإقليم، حركة الطيران فوق تركيا كانت مزدحمة جداً وتم تلاشي ثلاث حالات اصطدام خطرة في الثواني الأخيرة، أما فوق سوريا فكانت تخلو من أية حركة طيران بالرغم أن الكارثة واحدة والجغرافيا واحدة والظروف جميعها واحدة باستثناء (3-4) طائرات تابعة للدول ذات السيادة التي لا تخضع للهيمنة الأمريكية ! هل الانسان التركي أغلى من السوري ! أم أن القرب والبعد عن الفلك الصهيوني هو المعيار الأول لقياس ثمن الانسانية والتعامل معها، وهنا لا بد من التأكيد لو أن الرئيس بشار الأسد يعلن اليوم عن رغبته في إقامة علاقات مع دويلة الكيان الصهيوني لامتلئ الفضاء السوري اليوم نفسه أو غداً على أبعد تقدير بالجسور الجوية من كافة ارجاء المعمورة وفي مقدمتها الطيران العربي !
للأسف هذه الكوارث تكشف كل الاقنعة عن النظام الرسمي العربي وتثبت أن من يحكم دول الجوع والخوف والعسكر العربي “الدول العربية” هم السفراء الأمريكيين، هذه الدول التي سماها الراحل نزار قباني في إحدى قصائده وهو محق تماماً في هذا الوصف ” بلاد قمعستان” تلك التي تمتد من شواطئ القهر الى بلاد “نفطستان” ، هذه الأنظمة التي انخرطت بالأمس في مشروع تدمير وتركيع سوريا وأغرقتها في (12) عام من الحرب الداخلية وأفقدتها معظم مقدراتها كدولة جعلتها عاجزة اليوم عن مواجهة الكارثة لوحدها اليوم ، كما نجد أن الدول المتآمرة بالامس تحجم عن تقديم أية مساعدات للشعب السوري المنكوب، لقد تخلت هذه الأنظمة عن الحقائق والثوابت والشعارات والمشاعر ” العروبة ، الأخوة ، التضامن..الخ” التي غبنت بها شعوبها على مدار عدة عقود وتركت الشعب السوري لوحده تحت الانقاض بالوقت الذي هبت فيه واستنفرت فرق طوارئها ومساعداتها لتركيا، وللتذكير فقد هبت ذات الانظمة قبل سنوات لنجدة إسرائيل وإطفاء الحرائق التي اشتعلت داخل فلسطين المحتلة ، هذه الانظمة التي تهب لتزويج قطة بالملايين من الدولارات هناك وتنفق مئات الملايين على مسابقات التيوس والبعران وتدفع بسخاء مئات المليارات من الدولارات لتدمير بعضها تقف اليوم متفرجة إرضاءً ورضوخا لامريكا وربيبتها اسرائيل، وهنا لا بد من الاشادة ببعض الدول العربية التي قدمت المساعدات لسوريا والتي لم يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة،
نحن الدولة الجارة للشقيقة سوريا ويكاد لا يوجد بيت أردني إلا ولسوريا فضل عليه، عشرات الآلاف تعلموا وتخرجوا من الجامعات السورية، روابط كثيرة تربطنا بالشعب السوري لا يمكن حصرها ، وهنا لا بد من تذكير الأردنيين أن سوريا هي من أغرقتنا بالطحين حين مُنع عنا، وهي من سقتنا حين حُصر الماء عنا ، وهي التي لن تتوانى عن تقديم اية مساعدة قد نحتاجها غداً ، علينا من منطلق رد الجميل ومن مبادئ الاخوة وحق الجيرة وإغاثة الملهوف التي نتغنى بها ومن منطلق العقيدة والتاريخ ، علينا أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وأفراد ومزارعين وتجار أن نمد يد العون للأشقاء في سوريا قدر استطاعتنا وأن نركن كل الخلافات بأشكالها المختلفة جانباً فالموضوع أوله وآخره إنساني بحت ، علينا حكومة وشعبا ان نتخذ من هذه الازمة فرصة للتخلص والتحرر من قانون قيصر البغيض الظالم الاانساني الذي لا يصب في مصلحة الدولتين سوريا والاردن .
الرحمة لكل شهداء هذه الكارثة مع التمنيات بشفاء الجرحى وندعوا الله عز وجل أن يُخلص أولئك العالقين تحت الانقاض، وفي النهاية لا بد من تقديم كل الشكر للأفراد والمؤسسات الاردنية التي بادرت بتقديم المساعدات للشعب السوري الشقيق.